أمي
تغاريدُ الطيورِ كما نَطقتِ
عَصافيرٌ تُزقزقُ ما صَدحتِ
صَباحٌ كُلُّهُ سِحرٌ بَديعٌ
وإشراقُ الشموسِ كما أَضَأْتِ
وشلالٌ لِنَهرِكِ فاضَ عذباً
جداولُهُ تُغَنِّي حينَ تأتي
فَمَا أَبْهاكِ يا حُسناً تَباهَى
وما أَنقاكِ يا أُمِّي سَلِمْتِ
إذا ما فاضَ شِعرٌ مِن فؤادي
فأنتِ البحرُ والأبياتُ أنتِ
حدائقُ زَهرِكِ الغَنَّاءُ فاضَتْ
بِعطرٍ دافِئٍ لَمَّا ابتَسمْتِ
هبيني بعضَ شيءٍ مِن شَذاكِ
يذوبُ بِنَفحِهِ قولي وصَمتي
فما أغلاكِ يا نَبضاتِ قلبي
وما أُجزيكِ لو روحي مَلَكتِ
يَضيقُ بيَ الفَضا ويَزيدُ حُزني
إذا أَبصرتُ أنَّكِ قد حَزنتِ
وتَزدهرُ الروابي في عيوني
وتُشرقُ شمسُ عُمري ما ضَحكتِ
فكم مَسحتْ يَداكِ على جَبيني
ومِن أجلي الليالي قد سَهرتِ
فما زلتُ الصغيرَ تُداعبيني
وما زلتِ الحنونةَ ما سَئمتِ
لئنْ أَحملْكِ عُمريَ فوقَ ظَهري
فلنْ أجزيْ قليلاً ما صَنعتِ
✍🏻 – أبكر عاتي