…………………
بقلم / أحلام أحمد بكري
مدينة / جازان
…………………..
نعلم أن الأجهزة الذكيّة استحوذت على جُل وقتنا وسلبت تفكيرنا ، و اخذتنا في كثير من الأحيان من مجتمعنا الفعلي الحقيقي ، ولكن أن يتخذه الشخص خليلاً وصديقاً مُقرباً ، يُغنيهِ عن المحيطين حوله ، فهذا هو الشيء الغريب..
.
هذا ما اكتشفته أثناء حواري مع شخصيّة عابرة وجدتها على مقاعد الانتظار في إحدى العيادات الطبيّة ، ولفت نظري طريقة استخدامها لهاتفها الذكي وكميّة الاكسسوارات التي تحتوي هاتفها..
بادئة لها بالإعجاب بغِلاف هاتفها ، ابتسمتْ بفخر قائلة: إنه بالمبلغ الفلاني(…) ..
ووضعت لي مبلغ كبير تجاوز الألف ريال ، قلتُ مستنكرة ، ما الداعي لذلك فهو مجرد غِلاف ، يُتلف وتحتاجين لتغييره بآخر ، لماذا لم تأخذي الأرخص ..؟!
رمقتني باستهجان ، وقالت : صديقي وحبيبي وكاتم أسراري يجب أن أهديه شيء يليق بمقامهُ عندي..
قلتُ : كيف لجهاز هاتف أن يكون صديق وكاتم أسرار..؟
أجابتْ : بل أفضّلُه عن البشر من حولي ..!
قلتُ : كيف..؟!
قالتْ : يُسليني وقتما أشاء ، ألعب معه متى ما أحب دون تضجُّر ، آخذ منهُ الأخبار والمعلومات بدون أن يمُن عليّ بتفضّلهُ ، أبوح عبر مذكرات الصوت والملاحظات عن مكنون نفسي و أسراري وأشكوا له ، يستمع ويحفظها لي ولا ينشُرها ، ولا يخون عشرتي ولا ينكرها ..
من خلاله أعلم ما يحدث حولي في العالم ، يمُدني بالجديد والقديم من الأخبار..
هو الأنيس والصديق ، نفيقُ معاً وننامُ معاً ، ولا ضرر متبادل بيننا ، أو شكوى ، أحبه أكثر من أسرتي وأهلي ومن حولي ، أحضُنهُ بين يدي طوال الوقت ، أشعر معهُ بالأمن والأُلفة ، ولا أريد أي شخص يشغلني عنهُ ، لا أتخيّل حياتي بدونه..!
.
نظرتُ لها باندهاش وانعقد لساني عن الكلام ، لم يسعفني الذهول الذي وقعتُ به ، أن أُحاورها أو أُناقشها ، لم يخطر ببالي وقتها سوى سؤال واحد ، أين الأصدقاء عنكِ ..؟!
اجابتني بكل خِفّة : لا أحتاجهم في حياتي طالما هو موجود..
.
عمّ الصمت بيننا ، هي عادت -لصديقها- ، أقصد جهازها ، وأنا في خِضم ذهولي مما قالتْ ؛ أحتجتُ لِحججٍ كثيرة وبراهين وأدلّة ؛ لأُناقش مثل هذهِ الحالة..!
.
ما رأيكم قُرائِي الأعزاء فيما سبق..؟!
أثروني ، فقد عجز تفكيري ومنطقي عند هذه الحالة..
………………………
0 23 دقيقة واحدة