————
الجمعة يوم عيد للمسلمين ، يجتمع فيه عامة الناس ببيوت الله لإقامة صلاة الجمعة بعد الإستماع لخطبتيها .
وللجمعة في الأصل أذان واحد يرفع بعد دخول الخطيب وسلامه على المصليين ، وقد كان ذلك في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه حيث أستحدث أذان قبل دخول الوقت يسبق أذان الجمعة بوقت يقارب الساعه لينبه الناس ويستعدوا للذهاب للمساجد قبل صعود الإمام المنبر لحضور خطبتي الجمعة والصلاة ، وقبل أن تطوي الملائكة الصحف ، ولم ينكر أحد من الصحابة والتابعين والسلف الصالح رضوان الله عليهم هذا الامر بل ساروا عليه ، وجد أن في هذا الآذان تذكير للناس بالصلاة قبل دخول وقتها ، ولم يروا أن في هذا الأمر مخالفة لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فهوا عمل محمود لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) وإلى يومنا هذا وجميع المساجد سائره على هذا النهج بما فيهم الحرمين الشريفين .
إلا أن هناك بعض المساجد ينكر المشرفين عليها الأذان الأول ويمنعوا المؤذنيين من رفع الأذان الأول ليوم الجمعة بحجة أنه لم يكن موجود في عهد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .
فهل يعقل أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، بالإضافة إلى الجهات المختصة عن المساجد تجهل مثل هذه الأمور الدينية وترفع الأذان الأول لصلاة ظهر يوم الجمعة .
نحن بايعنا ولاة الأمر حفظهم الله على السمع والطاعة ، وبما أن الجهات الرسمية العليا بالدولة أقرت رفع أذان الجمعة الأول فالأولى على باقي المساجد أن تنهج نفس النهج ولا تخالف ولاة الأمر حفظهم المولى .
حبذا أن تقوم الجهات المعنية بالوزارة المختصة بمراقبة المساجد في هذا الأمر ، وتوحيد تطبيق الشرائع الدينية والأنظمة ، ومحاسبة من يخالف ذلك حيث أنه يبث في النفوس التشويش والتشكيك نحو ما نراه في المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد قباء وباقي المساجد .
سئل الشيخ صالح الفوزان : ما هو الوقت الذي يفصل بين أذان الجمعة الأول والثاني ؟
فأجاب : الوقت الذي يفصل بين أذان الجمعة الأول والثاني هو الوقت الكافي للناس في أن يتهيئوا لصلاة الجمعة ويذهبوا إليها .
فالأذان الأول لتنبيه الناس على قرب وقت صلاة الجمعة حتى ينتبه الناس وينتهوا من بيعهم وشرائهم وأعمالهم الدنيوية ويتجهوا إلى صلاة الجمعة .
ولم ينكره
وأما الأذان الثاني ؛ فهذا إنما يكون إعلامآ بدخول وقت الصلاة ، وهو عند دخول الإمام وجلوسه على المنبر ؛ كما كان في وقت النبي صلى الله عليه وسلم” انتهى
ومن أصدق من الله قيلآ { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ }
نبيه بن مراد العطرجي
مكة المكرمة
0 59 2 دقائق