إذا غابَ حُزْنٌ حلَّ بالقلبِ آخَرُ
أما للأسى الخدّاعِ حدٌّ وآخِرُ ؟
أما للشموعِ الحُمْرِ كبريتُ لهفةٍ
يدغدغها كي يُضحكَ الليلَ سامرُ
أما للأماني البِيضِ أنواءُ فرحةٍ
لِتخضرَّ في حقلِ اتقادي المشاعرُ
هناك اختلاجاتُ الأغاني غزيرةٌ
ولحنُ الرؤى في الروح بَرٌّ وفاجرُ
وضوءُ الليالي يحفرُ الريحَ خندقاً
يلونني والصمتُ في الروح ثائرُ
فهل مسَّ نورَ الحلمِ شيطانُ بؤسنا
ونام على وِرْدِ المحبين ساحرُ
فما حيلتي للوصل يا من منعْتَهُ
وما حيلتي والهجر لصٌ وكافرُ
أسيرٌ لهذا الحسن عمري قضيتُهُ
وكلّي على طعنِ المواعيدِ غائرُ
فلا فازتِ العشّاقُ بعدي بقبلةٍ
ولاغازل الحسناءَ في (الشات) ساهرُ
حنانيكَ يا طعم الضياعِ بشاعرٍ
تولاه في منفى المساءاتِ غادرُ
تهاداه حسنُ الفاتناتِ ولم يزل
رهيناً وفي جنبيه للشوق فاجرُ
تلوحُ كؤوسٌ لي من العُقْمِ ماؤُها
وهل يرتوي الظمآن والكأسُ عاقرُ
فأقبض كُنْهَ الماءِ والماءُ كاذبٌ
وانشق في حزنين والقيظُ ساخرُ
صدقتُ الهوى لمّا كذبتم وتاه بي
سرابٌ أنانيٌّ وغيمٌ مهاجِرُ
عذابي عدا بي في مفاوزِ وعدكم
وعدتُّ إذا بي في وفائي أفاخِرُ
فهل آن أن توفوا مشاعرَ شاعرٍ
ليرتاح من وخزِ المشاعر شاعرُ ؟
إبراهيم مدخلي
جازان