محمد الرياني
تشيرُ إلى النَّجْمِ وتسألُني!! مَن يسكنُ تحت النجم؟ كنتُ أعرفُ قصدَها ولكنني هربتُ من السؤالِ إلى سؤال، وضعتُ يدي بيني وبين النجمِ كي لا أراه، سألتُها أي نجم تقصدين؟ أنا أرى الليل ولا أرى النجم، أرى السوادَ يُغطي رأسي ورأسكِ ومعه ضوءُ وجهك، إن كنتِ تقصدين نجمَ وجهكِ ! ضحكتْ وقالت هل تمزحُ يا….؟ أمسكتْ بيدي التي حجبتِ النورَ البعيدَ الذي يتلألأُ وسطَ الظلامِ وأشارتْ إلى أعلى، أغمضتُ عينيَّ وأنفاسي تعيشُ الفرحَ وكأنني لم أتنفسْ من قبل مثلَ تلك الليلة، قلتُ لها :لسنا الوحيديْن اللذين نسكنُ تحت النجمِ البعيد، خلائقُ أخرى تسكنُ وفي صدورها قلوبًا تضيء وتتلألأ، قالت ولكنها لا تحملُ نبضًا مثلَ نبضي يارفيقي، مددتُ رجليَّ لأرتاحَ وفعلتْ مثلي كي نمضي ليلَنا مع الظُلمةِ والأنسِ ولا أصواتَ تعكِّرُ صفوَ الليل؛ بينما نحن نسمرُ بعيدًا عن كلِّ الطوارقِ التي تخترقُ السكون، فجأة!! وضعتْ كفَّها على فمِها وكأنها تريدُ أن تقطعَ السفرَ في ليلِ السعادة، تركتُها لعلها ترى أحلامًا سعيدةً لترويها لي عندما تصحو، وضعتُ جزءًا من لباسي على وجهها، ابتسمتُ لليلِ وأنا أقولُ لها وهي تستغرقُ في نومها سأخفي عن وجهكِ النجمَ البعيد، حاولتُ أن أشاركَها رحلةَ النوم؛ لكن عينيَّ رفضتا في إباءٍ ولم يصدر من فمي صوتُ رغبةٍ في النوم، أصبحَ الصباح، وحَمِيَ المكانُ في الصيف، أزاحتْ عن وجهها الغطاءَ وهي تسألني عن الوقت، فتحتْ عينيها أكثرَ وإذا الشمسُ قد أشعلتِ المكان، قلتُ لها : ما أخبارُ النجم؟ هل رأيتِهِ في الأحلام؟ نهضتْ مسرورةً وكأنها لم تمكثْ معي هذا العمرَ أو تمضي معي الليلَ والنهار سنين عديدة ، قالت لي : كنتُ أرى نجمًا واحدًا في سماءِ أحلامي، لقد رأيتُكَ تتلألأُ ولم تضعْ كفَّكَ حائلةً كي لا أرى مطلعَك.