________________
سبحانك ربي ما أكرمك ، خلقتنا لعبادتك ، وسخرت لنا الأرض وما فيها ننعم بخيراتها ما ظهر منها وما بطن ، ورغم كل هذا إلا أننا لم نقدم الشكر والحمد كما ينبغي لله عز وجل على ما نحن فيه من خيراته الوفيرة ، فتجد هذا يسعى ، وذاك يجري ، وآخر يلهث لإمتلاك أكبر قدر ممكن من خيرات الدنيا الفانية ، حتى أنهم نسوا سبب وجودهم في دنيا الزوال .
الحرص وحب التملك على ما هو زائل جعلنا لا نشعر بنعم الله التي أكرمنا بها ، فهي كثيرة كثيرة جدآ جدآ لا يمكن أن تحصى مهما حاولنا في عدها .
كثر النعم والتعود عليها جعلنا نألفها ونرى أنها حق مكتسب مفروض ، وبالذات النعم الثابته التي أصبحت في نظرنا عادية لا نهتم بها كنعمة السمع والنظر والبصر والكلام والإحساس والكثير غيرها من النعم التي أكرمنا بها المولى تبارك وتعالى ، وتناسينا أنها محض فضل وتكرم من الله عز وجل .
هذا الإيلاف لهذه النعم جعلنا نهمل حمد الله وشكره عليها ، وأنشغل البعض بما عند غيره من نعم ليست لديه ، وتناسى أن النعم متفاوته بين بني البشر فهذا يملك المال والثاني وهب الذرية والثالث متعه الله بالصحة ولم يعطيه المال وهكذا حال بني البشر { وَهُوَ ٱلَّذِی جَعَلَكُمۡ خَلَـٰۤىِٕفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضࣲ دَرَجَـٰتࣲ لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمُۢ }
فنحن غارقين في نعم المولى منذ أن خلقنا حتى نموت ، فالنحمد الله ونشكره على ما نحن فيه من وفير النعم .
ومن أصدق من الله قيلآ { { وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ … }
*نبيه بن مراد العطرجي*
مكة المكرمة