قالوا تقاعدَ! قلتُ مَهلاً ويحكم
ماخطَّ يومًا بعدهُ الأُدباءُ
هذا الذي ملأ القلوبَ سماحةً
هذا الذي سعدت بهِ الأرجاءُ
هذا الذي وهبَ المدارسَ عُمرَهُ
وهوَ الذي ضاءت بهِ الأنحاءُ
عَدْلٌ ووجهٌ مُشرقٌ وقيادةٌ
ومهارةٌ وتعفُّفٌ وإباءُ
الله يعلمُ كم بنى من جُهدهِ
جيلاً سويًّا كلُّهم عُلماءُ
سيظلُّ قدوتَنا، لسانَ عقولِنا
هو شمسُنا، وهو الثّرى الوضّاءُ
هذي الزُّبيرُ عروسةٌ في عهدهِ
وأبو هريرةَ طفلةٌ حسناءُ
أعطى ليُرضي ربّهُ لم ينحني
إلّا لهُ، شهِدَت لهُ الأعداءُ
أأبا علاءَ وأنت أنت حبيبُنا
ورفيقُنا والرّوضةُ الغنّاءُ
لك في الصدور محبّةٌ ومكانةٌ
ومشاعرٌ مفضوحةٌ وولاءُ
إنّي لأمسكُ أدمُعًا قد أحرقت
خدّي ويعجزُ رصدَها الإحصاءُ
حقًّا ترجّل فارسُ التعليم في
بيش الحبيبةِ؟ إنّ ذاك شقاءُ
أيقومُ طابورُ الصّباح ولا أراك
يفيضُ منك صفاءُ !
بين الفصولِ موجّهًا ومربّيًا
تمشي يُصاحبُ خطوتيك عطاءُ
وتضمُّنا روحُ الأبوّةِ تارةً
وتُحيطُ ظُلمتَنا يدٌ بيضاءُ
الصّبرُ يا ربّي فإنّ تعوُّدي
ألّا يكونَ ظِلالنا إعياءُ
أأبا علاءَ إليك قادتنا محبّتنا
وجاء لأجلك النُّبلاءُ
جئنا وقد ألهبتَنا بعواطفٍ
إنّ الحياة تآلُفٌ وإخاءُ
لنقولَ شُكرًا يا أعزّ من ارتقى
في وصفهِ ومديحهِ الشُّعراءُ
وحبيبُنا هادي بن ضيفِ الله كم
لأبي رياض من السماءِ دعاءُ
مُتفانيًا قد كان طول حياتهِ
أعطى ليخجلَ بعدَهُ الإطراءُ
حُييت يا عَلَمًا نُجِلُّ .. ومبسمًا
مثل الشروقِ يُحبُّه الجُلساءُ
حُييت يا هادي وكم من أحرفٍ
حملتك يسكُنُ خلفَها الإهداءُ
يا أيُّها الباقون في أعماقِنا
أصلُ الوفاءِ بأن يطولَ بقاءُ
طِبتم وفاح من الحناجرِ ذِكركم
جازانُ من إخلاصكم خضراءُ
فالتهنؤوا بعد التقاعدِ واسعدوا
أنتم لرُوّاد العُلا سُفراءُ
خالد محمد المجيري