مقالات مجد الوطن

(البلاء)

 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله من أختيارات الأستاذ معدي حسين على آل حيه ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سعيد آل مزلف المشرف التربوي للغة العربية بتعليم عسير (سابقاً) مقال عن البلاء حيث قال يأتي البلاء المرءَ فيفزع، ويتمنى أنه لم يصبه، ونسي أنَّ معه من الفرج، والأجور، وطيب العيش، وعاقبة الحسنى مالم يعلمه إلا الله عزوجل ، ولو وطّن نفسه، وصبر، واستشعرخيوط مانُسج له من طيب العاقبة لتمنى المزيد منه، ولكن الإنسان بطبعه يحب العاجلة، ويتعجلها، وقدلاتكون في صالحه ،و لو تتبعت سيرالعلماء، والصالحين ،وأهل الزهد في الدنيا لوجدتَ نازلة البلاء عليهم خفيفة؛ لأنهم أعلم بالله وأقداره من غيرهم.، ولأنهم ينتظرون الحسنى، ويدركون مايتصدى لها من هموم وأكدار وبلاء وأخطار. وهم على يقين تام من نجاح العاقبة، والفوز المبين في درجات الآخرة، قدعلمواذلك من كتاب ربهم، ومن سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام. هذاخيثمة بن عبد الرحمن رحمه الله، أحد التابعين، أدرك عدداًمن الصحابة، ووثقه ابن حجر، في تقريبه، . يقول:” تقول الملائكة: ياربّ! عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا، وتعرضه للبلاء؟! قال فيقول للملائكة: اكشفوالهم عن ثوابه، فإذا رأوا ثوابه، قالوا : يارب مايضره ماأصابه في الدنيا. قال: ويقولون: عبدك الكافر تزوي عنه البلاء، وتبسط له الدنيا؟!. قال فيقول للملائكة: اكشفواله عن عقابه. قال: فإذا رأواعقابه قالوا: يارب! لا ينفعه ماأصابه من الدنيا.”.

وقال عون الهذلي، رحمه الله، – وهوتابعي أيضاً-:” إن الله ليكره عبده على البلاء كما يكره أهل المريض مريضهم، وأهل الصبي صبيهم على الدواء، ويقولون: اشرب هذا؛ فإن لك في عاقبته خيراً.”.

هؤلا الأخيار قد علموا ذلك من قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام:”إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء؛ وإن الله تعالى إذاأحبّ قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.”. ويقول:”يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل الناريوم القيامة، فيُصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له:ياابن آدم هل رأيت خيراًقط؟ هل مرّبك نعيم قطّ؟ فيقول: لاوالله ياربّ، ويؤتى بأشد الناس بؤساًفي الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: ياابنآدم! هل رأيت بؤساًقطّ؟ هل مرّبك شدة قط؟ فيقول: لاوالله ياربّ! مامرّبي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط”… نسأل الله من واسع فضله.

ولتعلمْ، أيها الصابر، أنّ الحوادث ستلازمك، مع أنك في كنف الله، حتى تغادر هذه الدنيا وماعليك خطيئة واحدة، كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام .وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.ومما ينسب للإمام علي رضي الله عنه:

لئن ساءني دهرٌ عزمت تصبراً

فكل بلاء لا يدوم يسيرُ

وإنْ سرني لم أبتهج بسروره

فكل سرورٍلايدوم حقيرُ

اللهم يارؤوفاً بعباده ارفق بإخواننا المنكوبين، الذين أصابتهم الزلازل، وارفع عنه البلاء، واجبر كسرهم ومصابهم، وارحم من اخترت منهم لجوارك رحمة واسعة، وأبدلهم جنة عرضها السموات والأرض.

اللهم احفظ بلادنا مما أصاب إخواننا، واصرف عنا ما يسوؤنا، ويفزعنا، اللهم إنا نعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا ياأكرم من تجاوز وعفا. والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى