عندما تراودك فكرة الكتابة الحرة التي لا تتقيد بموضوع مخصص أو فكرة محددة يستجمع عقلك نتاج عمرك ليسترسل قلمك ولا تستطيع اللحاق بكلماته لترتب أحرفها أو تهذب معانيها فينطلق الفكر ويسبقه القلم لنسرد ماضٍ قريب وذكرياتٍ بعيدة وحاضرٌ أوشك أن تفقده الذاكرة بسبب ما تردد كثيراً عليها ليسبب لها ألم الواقع المر أحياناً والجميل أحياناً أخرى فنقف عاجزين عن التعبير ، كيف نكتب ولمن نكتب وفيمَ نكتب ؟
جمال الكتابة بجمال الموضوع حتى لو كان مؤلماً ستكون الكتابة جميلة.
حقيقة القلم أنه الوريث الوحيد الذي يعرف أسرارك إن أردت إخفاءها عن العالم بأكمله ،فلا وريث لكً ولا محامٍ ولا تاريخ الا من تحت رأسِ قلمٍ سطرت به ماتريد ولمن تُريد ودون أدنى مسؤولية منه ، يؤلمنا كثيراً ولا يُعاقَبْ ، يجرحنا بسنهِ ويداري جروحه بحبره الذي يجود به من أعماق أعماقه، ليخبرك قائلاً :
أنك أنت من تسبب وأنا من يروي..
نفرح كثيراً بأسطرٍ تحوز الرضا والثناء من النُخبة ، أو من المقربين ، ولا ندرك أنها تاريخ يُدون مهما علا شأن مؤرخه وكاتبه أو دنا !
كل ما يُفهم ويستشعرهُ الإنسان أن الكتابة هي المتنفس وأن القلم هو الونيس وحبره سم وترياق!
كيف لا وهو الماضي الحزين السعيد !والحاضر المؤلم المُطْرِب المريح !والمستقبل المجهول الذي يملأهُ التفاؤل ويغلفه بغلاف الأمل الجميل.
من هنا ابدأ المقال بعبارة :
أُكتُب ما يحلو لك ولا تجعل منك رقيبٌ عليك ، ولا تتألم أثناء الكتابه فأنت في حلٍ من كل ما يُسَطِرُهُ القلم وإن كانت الفكرة لك فالحبرُ للقلم والتفسير للقارئ ولن يُجمعَ الجميعُ على مفهوم واحد أو منطوق متشابه !ولنختم كتاباتنا دائماً أنه لابد أن تكون هناك مسافة بينك وبين ألمك ، حاجز يمنع تدفق مشاعرك ووجدانياتك إلا لمن استحقها .
أكتب ما تريد ،عاتب من تريد ،تعلم من الماضي واجعل من الحاضرِ حُباً متوجاً باعتذارٍ لكَ أولاً ثم لكل من قرأ ما كتبت ويرى في نفسه أنه استحق الإعتذار … ولاتُهمل المستقبل حتى لو كان حُلماً بعيداً فهو يستحق أن تراه حقيقة ، حتى لو معتقداً سلمت به روحك وأنكره عقلك.
أخيراً حفز نفسك لكل عمل إيجابي، ودع السلبية جانباً إن لم تستطع ركلها بعيداً واطمئن فهناك ما يستحق منك أن تبذل له الجهد والجهد المضاعف.
بقلم الكاتب
سلطان مديش بجوي