جازان – صالح جوحلي
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مساء اليوم، خلال الجلسة الأسبوعية التي عقدت بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة فعاليات ندوة ” أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة“ التي تنفذها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ممثلة بفرعها بالمنطقة، وذلك بقصر سموه بمدينة جيزان.
واستهل سمو أمير المنطقة الجلسة، بالحديث عن أهمية موضوع الجلسة وتدشين الندوة الذي يحمل في طياته دلالات ومعاني كثيرة ومهمة لتوضيح مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه الذي قامت عليه هذه البلاد العزيزة منذ تأسيسها على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
وشدد سموه على أهمية الفتوى في حياة المسلم وما يقوم به فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وما يقدمه من خدمات ومبادرات للتعريف بدور الفرع في المنطقة، والرجوع إليه فيما يخصه من المهام المناطة به ومنها الإجابة عن أسئلة المستفتين عامة والفتوى في قضايا الطلاق خاصة، والمبادرات النوعية الهادفة التي نُفذت للتعريف بالفرع ومفوضية الإفتاء لتوعية المجتمع بالطرق السليمة لاستقاء الفتوى الشرعية بعيدًا عن الاجتهادات الفردية التي قد تضر الجميع، عبر توظيف التقنية في تسهيل الوصول لخدمات الفرع، وتفعيل دور الإعلام فيما يحقق مستهدفات تلك المبادرات.
إثر ذلك ألقيت كلمة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ بهذه المناسبة ألقاها نيابة عنه المدير العام لإدارة الإفتاء بالرئاسة الشيخ وليد السعدون، أِكد فيها عظمة الدين الإسلامي الحنيف أن جعل الناس أفراداً وجماعات وأمما؛ يعيشون تحت مظلته، ويأتمرون بشرعه، ونظم لهم العبادات لتقوية هذا الهدف العظيم، حيث ربى الإسلام أتباعه على أن تكون علاقاتهم قائمة على أسس العقيدة السليمة الصحيحة.
وبين أن مما دعا الإسلام إليه: الاجتماع على ولي الأمر، والسمع والطاعة له، وأن يكون للمسلمين إمام واحد يلتفون حوله، ويجتمعون عليه، يولونه أمرهم، ليسوسهم بالخير، ويقيم بهم الصلاة، ويقيم فيهم الحدود، ويحفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويقيم العدل بينهم, وأوجب عليهم طاعته، والسمع له بالمعروف، وأن مما حذر منه الإسلام، الخروج على الإمام، ومعصيته، ولأن في معصيته يكون الضعف والبلاء في الأمة، ولهذا أوجب -صلى الله عليه وسلم- على كل مسلم في عنقه بيعة أن يحافظ عليها، وألا يتخلى عنها، ولا ينقضها.
وأشار إلى أن الفتوى جاءت مؤيدة ومسددة ومبينة فضل السمع والطاعة والاجتماع، جلباً للمصلحة ودفعاً للمفسدة وحفظ لهذه اللحمة والنسيج الاجتماعي، ونبذا للفرقة والفوضى والخروج على ولاة أمر المسلمين، ومتى كان المفتي عاملاً وفق النهج الصحيح، ملتزم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، جاري على سنن الاستنباط السليم على طريقة السلف الصالح، كان له الأثر الإيجابي في محافظة المجتمع المسلم على هويّته واجتماعه والسمع والطاعة لولي أمره، وأن العلماء الربّانيّون الملتزمون بالنهج القويم يسدّدون مسيرة الأمّة ويصححون ما عسى أن يقع فيها من انحرافات تبعاً لمنهج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين وسلف هذه الأمة، محذراً من أخذ الفتوى من غير أهلها، وحذر العلماء من المفتي الماجن الذي يفتي بهواه وما ذلك إلا لخطره وضرره على المجتمعات المسلمة وأفرادها.
وسأل الله تعالى في ختام كلمته أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين لما يحب ويرضى ويأخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأن يوفق الجميع في هذه الندوة المباركة بإذن الله تعالى بما يحقق آمال وطموحات وتوجيهات ولاة أمرنا وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، ويكلل أعمال الجميع بالنجاح والتوفيق.
وعقب ذلك بدأت فعاليات ندوة ” أخذ الفتوى من مصادرة المعتمد “ والتي ألقها كل من أصحاب الفضيلة أعضاء الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء معالي الشيخ جبريل البصيلي و مفوض الإفتاء بمنطقة حائل الشيخ أحمد بن جزاع الرضيمان ، و مفوض الإفتاء بمنطقة مكة المكرمة الشيخ محمد بن عمر بازمول، تناولت عدة محاور شملت ” نعمة الأمن في الأوطان, ووجوب السمع والطاعة لولاة الأمر، وضرورة أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة”.
حضر الجلسة وتدشين الندوة معالي رئيس جامعة جازان الدكتور مرعي بن حسين القحطاني، ووكيل إمارة جازان الدكتور عبدالله بن محمد الصقر، وعضو الإفتاء المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة محمد بن شامي شيبة، ومدير عام فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة عبدالله بن علي حمدي وعدد من المسؤولين.