النفوس الجميلة تشرق بالصباح، وتبدأ صباحها بابتسامة جميلة متفائلة
داعين الله أن يعطيهم خير هذا اليوم .
امنح الأمل لمن فقده،
يحكى أنه في أحد الأيام
كان الأب مالك لحقول جميلة ممتدة يتمشى مع ابنه فيها، و يتحادثان
و أثناء سيرهما وجدا حذاء يعود لأحد العمال
التفت الأبن إلى والده وقال :
هيا بنا نمازح هذا العامل
بأن نقوم بتخبئة حذاءه
و ننزوي خلف الشجر
و عندما يأتي ليلبسه فلا يجده .
سيبحث هنا و هناك
و سنرى دهشته و حيرته
فأجاب الأب :
يا بني يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقير
و لكن بما أنك غني و الرجل محتاج فما رأيك أن تجلب لنفسك
مزيد من السعادة
و تسعد الفقير في الوقت ذاته،بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذاءه
و نختبئ و نشاهد مدى تأثير ذلك عليه ؟
اعجب ولده بالاقتراح
و فعل ما أشار به والده
و اختبآ خلف الشجيرات
ليريا ردة فعل ذلك الفقير
و بعد عدة دقائق جاء رجل رث الثياب ليأخذ حذاءه، بعد أن أنهى عمله اليومي ،فوجئ بالنقود داخل فردتي حذاءه .
نظر ملياً إليها و كرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات و لم يجد أحداً .
فوضع النقود في جيبه
و خر على ركبتيه و نظر إلى السماء باكياً ثم تهدج صوته و هو يقول أشكرك يارب، علمت أن زوجتي مريضة و أنقذتني .
فلك الحمد و الشكر
وظل يبكي و لسانه يلهج بالشكر لله تعالى .
تأثر الابن كثيراً و امتلأت عبناه بدمع التأثر ، عندها خاطبه والده قائلاً ألست الآن أكثر سعادة في عطائك من شعورك بالمرح لو فكرت ما فعلت به أولاً ؟
أجاب : أجل ياوالدي
لقد شعرت الآن بأن أعظم المتع هي متعة العطاء ، يجلب السعادة للمانح و المتلقي
العطاء يحتوي على شتى أنواع السلوكيات
أعطي نفسك الحب
و المودة و العاطفة
و شارك الآخرين
و تعاطف معهم .
العطاء لا يقتصر على الأمور المادية فقط هناك
التثقيف ، التعليم
الإسناد و التوجيه
المساعدة في الجهد
و الوقت و المعرفة
رفع الكرب عن الآخرين .
يؤكد الباحثون أن الإنسان الذي يعطي يشعر بالسعادة و المرح
و الارتياح .
اعطي شيئاً لغيرك دون أن تنتظر رد الفعل
عطاء تلقائي …
إنك تستطيع رؤية السعادة من خلال وجوه الآخرين الذين أعطيتهم
من خلال :
ابتسامة طفل
أو شيخ مريض
العطاء كالعطر يصيبك قبل الآخرين .
و العواطف الايجابية تشعرك بالحيويةو الطاقة و الاستمتاع الروحي
و الصحة الجسدية .
لذلك هو من أجمل الصفات التي تتواجد عند الإنسان .
هو يساعد على زيادة المحبة و الألفة بين الناس .
والمثل الصيني يقول: “مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك”.
ندى فنري
أديبة / صحفية