في ليلة شتاء باردة، وامطار غزيرة مصحوبة بصوت الرعد والبرق؛
جلست وحيدة بجانب المدفأة أتأملها واتأمل جمال حمرة الحطب الذي أحسسته يكلمني ويقول لي: كلميني، أفصحي، لا يكفي إلي النظر؛ تكلمي أشعر أن بداخلك الكثير والكثير من الكبت!
حينها أيقنت إني أُريد أن أتكلم، بكيت قليلاً .. حينها ثار جنون الحطب واشتعل من القهر وصرخ: لا أحتمل دموعك لا أحتمل حزنك !
لمثلك لا يكون إلا السعادة والفرح،
ما زلت تحملين قلباً مليئا بالحب والسعادة، لعيونك لا يليق إلا بريق الأمل واشعاع يملأ ألكون ضياءاً ونوراً ..
إبتسمي، واجعلي من أبتسامتك حياة .. نظرت قليلاً وبهدوء وسألت : هل يكون الأمل والسلام؟ أجاب: نعم لمثلك يكون كل السلام، لقلبك المحب بهاء العطاء وكل الأمان!
تبمستُ وخفق قلبي فرحاً وقلت: عجباً أيها الحطب تحترق وتصبح رماداً من أجل أن تكون مصدر دفيء وحنان !! وهل تكون السعادة أحراق نفسك من أجل غيرك؟!.
تبسم وثار وتوهجَ وفاض هيجان الأشتعال؛ ثم قال: لا يوجد أسعد مني حينما أسعد كل من يكون بجانبي! منهم من يطلب الدفء ومنهم من يطلب السعادة والأجواء الجميلة؛ وبكل الأحوال أكون مصدر دفء وهدوء ورمز أمان.. وأنت صغيرتي أراك تحرقين نفسك من أجل أن يكون من حولك بسعادة ! ولكن ما زلتِ صغيرة؛ إفرحي واملأي الكون بصوت ضحكاتك، إركضي كما تحبين تحت المطر، أطلقي لنفسك العنان، لا تأبهي بما سيكون أو كان ؛ انظري دائما إلى الأمام، إياك و الخذلان ! وأملأي المكان بالحب والحنان، حلقي بالفضاء واعبري البحار والمحيطات، كلمي الطيور والفراشات؛ إجعلي قلبك غابة جميلة خضراء تنعم بالأزهار بشتى الألوان واجعلي عطرك ينتشر بالهواء ويعلن عن نفسك السعيدة ويزور كل محبط ليخبره أنه ما زال الأمل في كل مكان . حبيبتي ..
منك وعد أريد الآن .. أن يكون قلبك هو الفرح..، بعد قليل سأكون رماداّ
وأنت ستكونين أملي بالحياة ..ولكني سعيد بلقائك يا أجمل روح وارق نقاء وصفاء….
بقلم غزل احمد المدادحة