* ………………………..*
إهبِطَا للأرضِ شَوقَاً وَ لِقَاءَ
عَرَفَاتٌ مَوعِدٌ لِلحُبِّ جَاء
دَعوةٌ تَنعِشُ فِي الوَادِي حَيَاةً
وأمَانَاً وَ حَنَانَاً وَ رَخَاءَ
هَاجَرٌ تَزرَعُ مِن أقدَامِ إسمَا
عِيلَ قَمحَاً وَ فَرَاشَاً وَ دَواءَ
رِحلَةُ الأَعرَابِ كَانَت لِبَلادِي
تَملأُ الوَادِي نِدَاءً وَ رَجَاءَ
عَالَمٌ يَنمو وَمِن مِكَّةَ يَسمُو
فَارتَقَى القَلبُ جَمَالاً وَإخَاءَ
مَولِدُ الإنسَانِ فِي دَارِي وَأرضِي
يَشهَدُ الكَعبَةَ بَيتَاً وَ بِنَاءَ
وَتَوَالَت قِصَّةُ الأحدَاثِ فِينَا
لَم تَعُد زَمزَمُ تَارِيخَاً وَ مَاءَ
يَلتَقِي الحُبُّ جَدِيدَاً فِي بِلَادِي
انشِرَاحَاً واصطِفَاءً وَ حِرَاءَ
وَالتَقَى النَّورُ مَعَ الطِّينِ رَسُولَاً
قُم فَأَنذِر وَاقرَئِ الوَحيَ جَلَاءَ
فَسَمَت مِن ذَلكَ اليَومِ بِلادِي
رَايَةً تَخفِقُ بالعَالي بَقَاءَ
سِيرَةٌ للمَجدِ قَادَاتٍ وَ جُندَاً
قِصَّةٌ للحُبِّ شَعبَاً وَوَلَاءَ
ظِلُّهَا التَّوحِيدٌ إثبَاتٌ وَنَفيٌ
وَبِلادِي لَم تَكُن نَفيَاً وَ(لاءَ)
خُذنِ يَاسَلمَانُ سَيفَاً وَوِسَامَاً
وَاعطِنِي مِن رَايَتِي النَّخلَ غِذَاءَ
نَحنُ وَ النَّخلَةُ مِيلادٌ وَ مَجدٌ
واسألَوا النَّخلَةَ جِذعَاً وَ نَوَاءَ
رُؤيةُ للغَيبِ فِي الحَاضِرِ حَقَّاً
زَرَعَت بالصِّيفِ ثَلجَاً وَ شِتَاءَ
قَطَعَت لِلبِيدِ يَومَ العِيدِ عَهدَاً
تَرتَدِي الأجمَلَ ثَوبَاً وَ كِسَاءَ
رَسَمَت بِالعَينِ آمَالاً لِتَبدُو
كُلَّ شَاةٍ فِي عَصَا الرَّاعِي ظِبَاءَ
وَأسَرنَا كُلَّ هَمٍّ زَارَ أرضِي
وَحَجَرنَا كُلَّ فَيروسٍ وَدَاءَ
وَنَثَرنَا فِي جَفَافِ الصَّخرِ رُوحَاً
فَنَمَا الوَردُ وَقَد مَالَ حَيَاءَ
وَجَعَلنَاالحَجَرَ الأسوَدَ شَمسَاً
وَلُجَينَاً شَعَّ بِالبِيتِ ضِيَاءَ
وَأبَادَ العَدلُ و المِيزَانُ جَهلاً
بَدَّدَ الدَّستُورُ ثَأرَاً ودِمَاءَ
فَأقَمنَا لابنِ آوَى فِي قَطِيعِ
الذِّئبِ عُرسَاً واحتِفَالَاً وَعَشَاءَ
وَاحتَسَينَا نَحنُ وَالأمسُ وَطِبنَا
مِن إنَاءٍ كَانَ للحِقدِ سِقَاءَ
أصفَرُ المَعدَنِ يَعلُو ثُمَّ يَدنُو
وَرِيَالِي يَعتَلِي المَاسَ غَلاءَ
لَا مُحَالٌ يَمنَعُ المَركِبَ تَجرِي
نَحنُ نَجتَازُ المَآسِي وَالبَلَاءَ
فَوَلِي العَهدِ عَقلٌ يَفهَمُ الحُبَّ
وَحُبٌّ مَنَحَ العَقلَ ذَكَاءَ
فِي بِلادِي نَحنُ للهِ نُصَلِّي
وَنَرَى اللهَ صَبَاحَاً وَ مَسَاءَ
وَنُغَنِّي وَمَعَ البُلبُلِ نَشدُو
نَملأَ الدُّنيَا نَشِيدَاً وَ غِنَاءَ
نَحنُ نَبنِي لصِغَارِ الطِّيرِ عُشَّاً
نَزرَعُ الرِّيشَ وَنَهدِيهَا الغِذَاءَ
فَلنَا فِي أيدِ سَلمَانَ صَلاحٌ
تبَذُلُ الخَيرَ وَلا تَرجُو الثَّنَاءَ
فَتَرَى العَصفُورَ لَو جَاءَ بِلادِي
يَبقَ فِيهَا لا تَسَل مِن أينَ جَاءَ
كَم لِمُشتَاقٍ لِهَذِي الأرضِ يَرعَى
أمَلَاً يَكبَرُ شَوقَاً وَ رَجَاءَ
مُحرِمّ بَالأرضِ كَم بالحَجِّ لَبَّى
وتمَنَّى أرضَ سَلمَانَ لِواءَ
يَشهَدُ التَّارِيخُ فَنّاً فِي بِلادِي
أجمَلُ اللوحَاتِ لَونَاً وَ نَقَاءَ
شَكَّلَ الحُجَّاجُ يَومَ النَّحرِ سَيفَاً
وَارتَدَت أرضُ مِنَى العُشبَ رِدَاءَ
فَتَجَلَّت رَايَتِي الخَضرَاءً رَسمَاً
لَونُهَا العَالَمُ إنسَانَاً وَ مَاءَ
لَاغَيُومٌ تَحجِبُ الشَّمسَ بِأرضِي
أوجِبَالٌ تَمنَعُ الضَّوءَ حِجَاءَ
فَلنَا فِي وَجهِ سَلمَانَ شَمُوسٌ
وَوَلِي العَهدِ بَدَرٌ قَد أضَاءَ
وَجَمِيعُ الشَّعبِ مِصبَاحٌ وَ نَجمٌ
فَغَدَت أرضَي سَنَاءً وَ سَمَاءَ
يَاعَزِيزِي أطهَرُ الأوطَانِ أرضِي
أقدَمَ التَّارِيخِ حُكمَاً و بَقَاءَ
كُلُّ شَبرٍ في بِلادِي لهُ مَعنَى
نَلتَقِي في حُضنِ سَلمَانَ سَوَاءَ
عِش بأرضٍ سَادَهَا الإسلامُ دِينَاً
كُن سَعُودِيَّاً وَلاتَخشَ القَضَاءَ
نَحنُ شَعبٌ عَزَّهُ اللهُ سَعُودَاً
وَصَعُودَاً عَزَّنَا اللهُ فَشَاءَ
نَحمَدُ اللهَ بِأنَّا فِي بِلادٍ
عَزَّهَا اللهُ رِجَالاً وَ نِسَاءَ
فَاحفَظِ اللَّهَمَّ أَرضِي وَ بِلادِي
عَلَمَاً يَبقَى وَ مَجدَاً وَ ثَراءَ
………………………..
أبو حليم ……
علاء الحكمي …..