الكاتبة : ندى فنري
يحيي العالم في 14 ديسمبر من كل عام، يوم القطب الجنوبي، احتفالًا بوصول أول إنسان إلى هذا الجزء الغامض من الكرة الأرضية، بالتحديد في 1911. روال أموندسن، المستكشف النرويجي، وصل مع بعثته، إلى القارة القطبية الجنوبية في 14 ديسمبر 1911
يقع القطب الجنوبي في المنطقة المتجمدة الجنوبية والمعروفة أيضا باسم قارة” أنتركتيكا” بأقصى جنوب الكرة الأرضية .
يعد المكان الأشد برودة، و لا توجد به حياة للبشر بسبب البرودة الشديدة
يعتبر أبرد منطقة بالكرة الأرضية، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى 73 درجة مئوية تحت الصفر، وسجلت فيها أقل درجة حرارة بواسطة محطة “فوستاك” الروسية يوم 21 من يوليو/تموز 1983، ووصلت إلى 89.2 درجة مئوية تحت الصفر، واعتبرت أقل درجة سُجلت على الأرض على الإطلاق.
أكثر أيام دفء السنة بالمنطقة الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى فبراير/شباط، ويعتبر هذا توقيت الربيع والصيف في نصف الكرة الجنوبي على الساحل، ويمكن أن ترتفع درجة الهواء إلى صفر.
معظم الأماكن الموجودة في هذه المنطقة تكون مظلمة خلال الشتاء .
و يعيش في القطب الجنوبي طيور البطريق والدودة الخيطية الصغيرة..
تم اكتشاف القطب الجنوبي عام 1820، وكان أول شخص تطأ قدماه هذه المنطقة هو قائد إحدى مراكب صيد الفقمة النرويجي “جون ديفيس “عام 1821، ثم توالت الرحلات الاستكشافية .
بعد المستكشف النرويجي ثم نظيره البريطاني جاء الدور على الأدميرال الأمريكي ريتشارد إيفلين و قد نظم إيفلين رحلات استكشافية جديدة لـأنتاركتيكا، في عام 1928، تحت لواء الأسطول البحري الأمريكي، ثم حاول مجددًا بالطائرة .
توجد في القطب الجنوبي سلسلة جبال عابرة تعد واحدة من أطول سلاسل الجبال على وجه الأرض، حيث ترتفع إلى حوالي ثلاثة آلاف متر وتمتد إلى مسافة 750 كيلومترا، وهذه الجبال تم دفنها تحت ما يقرب من 4800 متر من الجليد.
كما أن هناك بحيرة كاملة مدفونة تحت الجليد بعمق 3.7 كيلومترات، تدعى “فوستوك” تحتوي على المياه العذبة النقية.
ويوجد بهذه المنطقة أيضا حوالي 70% من المياه العذبة الموجودة على كوكب الأرض، كما يحتوي على 90% من المياه العذبة الجليدية. وفي حالة ذوبان الجليد يرتفع متوسط مستويات سطح البحر في العالم.
والأودية الجافة بالقطب الجنوبي الأكثر جفافا على وجه الأرض بسبب انخفاض الرطوبة، وتكاد تكون تلك الأدوية خالية من الثلج أو الغطاء الجليدي.
قارة أنتاركتيكا ليست حكرًا على أحد فقد كانت على موعد مع اتفاقية دولية في عام 1959، في ذروة الحرب الباردة ومحاولات الاستكشاف بين الأمريكيين والروس.
نصت المعاهدة الدولية على ألا تكون الرحلات الاستكشافية في القطب الجنوبي حكرًا على دولة دون غيرها من دول العالم، وسميت المعاهدة بـمعاهدة أنتاركتيكا
لماذا القطب الجنوبي للأرض أكثر برودة من القطب الشمالي رغم أنهما يبعدان عن الشمس بنفس المقدار؟
القطب الجنوبي للأرض أبرد من القطب الشمالي لأسباب عديدة منها:
• القطب الجنوبي يقع على اليابسة بينما يقع نظيره الشمالي على المحيط، وبالتالي فإن الجليد القطبي في الشمال معرض لتأثير التيارات البحرية التي تنقل الدفء من المناطق الإستوائية نحو القطب، بينما تظل الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي شبه معزولة عن تأثير التيارات البحرية الدافئة بسبب توجدها على اليابسة.
• الإختلاف في الإرتفاع بين الصفائح الجليدية في القطبين، حيث يتكون الجليد في القطب الشمالي فوق سطح البحر مباشرة، بينما يكون الجليد في المناطق الجنوبية على ارتفاعات أعلى تصل في الغالب إلى 3000 متر، ويؤدي هذا الإرتفاع إلى قلة الضغط الجوي وبالتالي إلى حفظ درجة حرارة الجليد.
• وجود الجليد على اليابسة في القطب الجنوبي طوال السنة وعلى مساحة أكبر يساهم في عكس أشعة الشمس وبالتالي خفض درجة الحرارة.
• تراكم الجليد بشكل أكبر في القطب الجنوبي عاما بعد عام أدى إلى وجود طبقة سميكة منه، ما يزيد خفض درجة الحرارة، ومعدل سماكة الجليد في القارة يفوق كيلومترين، بينما يصل إلى أزيد من 4,5 كيلومتر في بعض المناطق.
و في النهاية الحياة صعبة للغاية في القطب الجنوبي بسبب أن الثلج يتحرك كل يوم نظراً إلى الرياح والتيارات والمد والجزر والتغييرات في الطقس. ويتغير المنظر خلال العام بينما تتراوح الأيام بين نهار دائم وليل دائم مع قدوم ومغادرة الشتاء القطبي.”
أديبة / صحفية