_✍🏻 سالم جيلان ” أبو يزيد “_
اعتدت منذ دخولي عالم الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي كتابة المقالات بشكلٍ أسبوعي والنشر على نطاقٍ واسع في عدة جوانب مختلفة منها الاجتماعي والرياضي بما يلامس الواقع وكذلك بعض الحالات الإنسانية التي قد يحالفنا فيها توفيق الله وتجد تجاوبات وتفاعلات بفضل الله…. الكتابة بحد ذاتها فن من الفنون الأدبية التي عشقتها منذ الصغر والمحتوى الذي أقدمه من خلال كتابة المقالات مثله مثل بقية ما يقدمه آخرون قد ينال استحسان وقبول وتفاعل فئات من المجتمع معه وربما رفضه واختلف حوله كثيرون حسب ذائقة المتلقي ناهيك عن سياط النقد والنقاد لكل أو بعض ما أكتبه كغيري.
واجهت عدة مرات موجات غضب بسبب كتابة بعض المقالات التي تناقش قضايا مجتمعية تمس طقوس وعادات درج الكثير من الناس على ممارستها وأضحت ملازمة لهم وتشغل جانبًا مهمًا في أوقاتهم ومجرد الكتابة عنها أو الخوض فيها والحديث عنها وعن أضرارها يعتبر فيه تجاوز وإساءة للمجتمعات الممارسة بل وصل الحال بالبعض لاعتبار المقال زلزالًا ضرب العادات والتقاليد والأعراف وفيه إساءة للآباء والأجداد ويفتح أبوابًا جدلية… رغم ذلك واصلت الكتابة وبعد توفيق الله وجدت الدعم والمساندة والتشجيع من رؤساء تحرير صحف مقربين وزملاء صادقين وأصدقاء داعمين فلم آبه أو أهتم بالمحبطين والمثبطين ولم أكترث بالمتربصين المتصيدين أدوات الحاقدين.
خلال الفترة الماضية انشغلت كثيرًا عن كتابة المقالات بصورة مستمرة وبين الفينة والفينة أتناول بعض المواضيع الرياضية الكروية وعكفت على مجالسة كبار السن والمتقاعدين وبالذات في ما أسميناه في صبيا ” جلسة أبو عمر ” في ناصيةٍ من نواصي طريق الأمير ناصر بصبيا حيث يجلس ذاك الشخص المرح صاحب الطرفة والفكاهة الرجل السبعيني ” محمد عمر طاهر ” المكنى أبو عمر وبرفقته مجموعة من أقرانه يتجاذبون أطراف الحديث ويسترجعون ذكرياتهم أيام الطفولة وكذلك السنين التي أمضوها في وظائفهم وأعمالهم بشكلٍ يومي من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب حتى أصبح موقعهم معروفًا على مدى عدة سنوات تقريبًا منذ تقاعد عمدة الجلسة ” أبو عمر ” …. لطالما استهوتني أحاديث الذكريات الجميلة من خلال عدة لقاءات صحفية كنت قد أجريتها مع كبار السن في مجتمعنا ومحيطنا القريب وتقارير كتبتها وسطرت فيها العديد من معاناة السنين الماضية لفئات غالية في المجتمعات التي نعيش فيها… وأمست هذه الجلسة بالنسبة لي بيئةً خصبة لانتقاء ثمار خبرات السنين ومنبعًا لا ينضب لاستسقاء أعذب الحكايات وأجمل الروايات؛ فانتشرت مقاطع عفوية حينًا ومقصودة أحيانًا أخرى في عصريات وجلسات متواترة تابعها الآلاف ونالت إعجاب المئات وتجاوزت المشاهدات حاجز المليون في العديد منها مما جعلني أكثر اندماجًا في الجلسة وأقوى ارتباطًا بالجلساء وأصبحنا كمجموعة نستقبل الزوار من أنحاء المنطقة ومن خارجها ونتلقى الإشادات وعبارات المديح والثناء الطاغية على النقد والسلبية والانتقاص.
يومًا بعد يوم تزداد الجلسة انتشارًا ويكثر المعجبون بها ويزداد المتابعون لها وتتنوع أحاديث الذكريات فيها ومهما غبت عنها أو غاب بعض الأساسيين فيها لكننا نتواصل ونطمئن على بعضنا البعض وتجمعنا المناسبات الخاصة والعامة وتبقى المودة وصفاء الروح والتسامح صفات تجمعهم بهذه الجلسة لتستمر اللقاءات وسوف نسلط الضوء أكثر من خلال المقالات القادمة لتناول الذكريات في كل الجلسات وأجمل القصص وأروع الحكايات للأعضاء والزوار.