مقالات مجد الوطن

*احزان الغروب*

 

بقلم الشاعرة ✍️

سلمى النجار

الحس المرهف

غزال المدينه………

 

 

يغيبون، وتبقى روائحهم

في فضاءِ القلوبْ

وعابقةً في الصميمْ

 

تراهم إذا شعشعَ الضوءُ

تلمحُ أحزانَهم في جدارِ الغروبْ

 

مدامعُهم مثلُ ثكلى بأحزانها

كم تقاسي الخطوبْ

 

وآلامُهم كالبراكينِ من لوعةٍ تتفجرْ

وأحلامُهم والمشاعرُ شَاخَتْ

كدوحةِ رُمَّانَ

في موسمٍ لمْ تَجُدْ بالثَّمَرْ

 

وبالأمسِ كانوا يرونَ الفضاءاتِ أغنيهً

وكانوا على أملٍ أن تظلَّ

روافدُ نهرِ الوفاءِ

 

وتظلَّ الأحاسيسُ نرجسةً

والفؤادُ كما الحقلِ أخضرْ .

 

آه ياويحَ قلبي

لقد طالَ هذا الصراعُ

وتمادَتْ مع وَطأَةِ الحزنِ آهاتُنَا

وتكوَّنَتِ اليومَ من يأسِنا فكرةٌ للهروبْ

 

والحياةُ غدتْ -يارَفِيقَايَ-

يأساً

وحزناً

وآلامَ جرحٍ يدومْ

 

والربيعُ غدا دونَ زهرٍ

وأنسامِ عطرْ

والخريفُ بلا زخَّةٍ من مَطَرْ

 

والمحبةُ بين القلوبِ انتَهَتَ

أصبَحَتْ أثرَاً بعدَ عينْ

 

أيُّ ذنبٍ يَبُوءُ به العاشقونْ؟

حينَ هانَتْ على العاشقينَ الحياةْ!

وهْيَ مهما قَسَتْ

منحةُ اللهِ والحبُّ فيها الربيعْ

 

والربيعُ بلا قيمةٍ

حينَ يخلو من الزهرِ

من زقزقاتِ العصافيرِ

من رَونقِ الخضرةِ المُبهجةْ

 

وربيعُ القلوبِ هو الحبُّ

والأحاسيسُ أزهارُهُ

وعيونُ المحبينَ

وَردٌ

وخضرةُ زرعٍ

تراهُ وتلمسُهُ مهجةُ الصَّبِّ

 

ثم تحلقُ مثل العصافيرِ بين الحقولِ

وترى الكونَ بسمةَ طفلٍ

يغني لوردِ الربيعْ

 

ويجيبُ عليهِ هديلُ الحمامِ

وتضحكُ في وجهِهِ

عابساتُ الدٌّنَا

 

فيغني الوجود:

ياملاكي، دَعِ الحزنَ

واضحكْ …

 

ستعيشُ هنا في فؤادي

ستعيشُ صغيراً كما أنتَ

وسأبني لأجلكَ قصراً هنا

رُبَّما فيهِ أحيا معكْ

 

ونلاقي المُنى

والهَنَا

ونُغَني بلحنٍ جميلْ

لنهايَةِ رحلتِنَا

في دُرُوبِ الحَيَاةْ ………..

………………….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى