مقالات مجد الوطن

آداب رمضان 

 

جاء شهر رمضان شهر الصيام والقيام،

و هو عند المسلمين موعد للفرحة و البر و التقوى و صلة الرحم ..

 

في رمضان تختفي الأسماء والأشكال و تظهر التربية و الأخلاق .

 

لقد فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة و قال تعالى

” ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ”

 

و للصوم فضائل كثيرة و متعددة دلت عليها الشمس الأسلامية و من أهمها الصيام يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات فالصيام جنة و حصن حصين من النار في حديث لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال ( الصيام جنة مالم يخرقها) و زاد الدرامي ” مالم يخرقها بالغيبة ”

 

على الصائم أن يحصل على الثواب و يضاعف الحسنات بترك المفطرات …

 

إن الصوم عمل غير ظاهر ، فلا يطلع على حقيقته إلا الله و للصوم آداب منها :

 

حفظ اللسان و إطعام الطعام و الجود بالخير و كان النبي صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة .

 

من الآداب التي للصائم مراعاتها:

 

صون الجوارح والابتعاد عن اللغو والرفث والمجادلة والمخاصمة، والتحلي بالسكينة والوقار؛ وفي الحديث:

“عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم (مرتين)، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها»”.

 

و لما كان الثواب على الصوم عند الله كان حريا بالصائم أن يحافظ على هذه الفضيلة، وأن يجانب كل ما يفوتها، فاللغو والرفث حال الصوم لا يعني بطلان الصوم، وإنما يفوت بسببه فضل الصوم وينقص به الثواب، فهو كمثل من يتكلم أثناء خطبة الجمعة أو يحدث الضجيج أو الأذى في المسجد، وفي الحديث: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».

 

إن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه،

 

يستحب للصائم الالتزام بتقوى الله والكف عما يتنافى مع الصيام من الكذب وقول الزور والغيبة.

 

و من الآداب العظيمة التي حث عليها الإسلام و أمر بها هي آداب الطريق ، فإن احترام الطريق يعد من القيم الأخلاقية السامية التي ترتقي بالفرد و المجتمع لأن الطريق يعتبر شريان الحياة بالنسبة للناس حيث يمكنهم أن يتواصلوا مع بعضهم البعض من خلاله و أن يذهبوا إلى أعمالهم و يقضوا حوائجهم فعن أبي سعيد الخدري -قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

إيَّاكُمْ والْجُلُوسَ بالطُّرُقات، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما لنا بُدٌّ مِن مَجالِسِنا نَتَحَدَّثُ فيها قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إذا أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قالوا: وما حَقُّهُ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ.

 

فمن خلال حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم والذي يرشد فيه إلى مكارم الأخلاق يمكن استخلاص حقّ الطريق وآدابه في الإسلام، وهي:

غض البصر

لقد أمر الدين الإسلامي المسلمين بعدم جلوسهم في الطرقات؛ سواء في الأماكن العامة، أو أمام أبواب المحلات التجارية، أو في غير ذلك؛ ولكن إذا اضطر المسلم للجلوس؛ فعليه أن يكون ملتزماً بالشروط التي وضعها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهي شروط تضمن للمجتمع السلام والأمن والأمان، بالإضافة إلى الأجر والثّواب الذي يحصل الإنسان عليه من الله تعالى، ومن هذه الشروط غض البصر، و يشترك الرجل والمرأة على حد سواء في غض البصر، وذلك بسبب ما يؤدي إليه إطلاق النظر إلى ما حرّم الله من ضرر. كما أن الناظر إلى المحرّمات يقترف الكثير من الذنوب والمعاصي، ولو كف النظر إلى محارم الله لأراح قلبه وروحه من الهم والغم، وعصم نفسه من الوقوع فيما حرم الله تعالى، حيث قال تعالى: {قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُواْ فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللهَ خَبِيرُ بِما يَصنَعُونَ * وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنّ} سورة الأحزاب.

 

ومن أعظم الآداب التي دعا إليها الدين الإسلامي ورغّب فيها في آداب الطريق، هي رد السلام.

 

فالسلام سنة مستحبة ، ولكن التحية ورد السّلام واجب، فقد أمر الرسول صلّى الله عليه وسلم أصحابه برد السلام وجعله حقاً وواجباً عليهم، لحديث أبي هريرة، رضي الله عنه: قالَ: قالَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ وتَشْمِيتُ العاطِسِ وإجابَةُ الدَّعْوَةِ وعِيادَةُ المَرِيضِ واتِّباعُ الجَنائِزِ.

 

بالإضافة إلى السحور وتعجيل الفطر، والدعاء واستخدام السواك وقراءة القرآن الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان.

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى