هل عشتموا (رمضانَ) فعلاً مثلنا
وشهدتموا إفطارَنا و سحورنَا
أرواحنا كانت تجودُ وخيرُنا
في غيرِنا نهديهِ قبلَ عبيرنَا
نتبادلُ القُبُلاتِ كلُّ قلوبِنا
خضراء ترسمُ بالعيونِ شعورنَا
وشقاوةُ الأطفالِ تسبقُ ظلنا
لاتهدأ الطُّرقاتُ وقتَ عبورنَا
مالذَّ نعطيهِ القريبَ وجارنا
له باقةٌ من حبنا وزهورنَا
تتشابهُ السفْراتُ فيما بيننا
إفطارُ سَيِّدِنا كمثلِ فقيرنَا
لم يُطفأِ الفانوسُ في أكواخنا
نارُ الفتيلِ و نورها من نورنَا
نرمي على بابِ البعيد هديةً
ونعودُ مرحى و الغريبُ يزورنَا
صِمنا وقِمنا واحتسبنا أجرنا
ودعوناْ ربَّاً أن يزيدَ أجورنَا
فالخيرُ مزروعٌ بنا و عيوننا
جَعَلت لنا رمضانَ كلِّ شهورنَا
والآنَ شَارعنا وضوء نِيونهَا
صُوَراً تُبَثُّ وتُخفِ بعضَ قصورنَا
جَاري يصوِّرُ (بالسِّنابِ) سَحورَهُ
أو نحنُ نرسلُ صُورةً لفطورنِا
ماهمَّنا خيراً و كلُّ همومنا
مَن شاهدَ الحالاتِ حالَ ظهورنَا
ماتَ الجميلُ ولم يعد في حَارتي
إلا بقايا الصمتِ يومَ حضورنَا
اناْ لا أريدُ من المصوِّر صورتي
مَن يستعيد مِنَ (الفلاشِ) ضميرنَا
………………………………
أبو حليم …..
رمضان 2023