الأولاد من أعظم النعم التي ينعم بها المولى تبارك وتعالى على عباده ؛ فهم زينة الحياة الدنيا ؛ وحبهم لا يضاهية أي حب .
وهذا اليوم الثامن من شهر الغفران لسنة ١٤٣١ يوم لا يُنسى في حياتي ؛ يوم ليس كباقي الأيام ؛ فيه غاب الفرح ؛ وأظلمت الحياة ؛ ورفع الحزن رايته ليخبر بأن إبني (أمين) قد فارق الحياة ورحل لخالقه بسكين الغدر .
توالت الأيام ؛ وأنصرمت السنين ولم يعد للقضية أهمية عند هاذا وذاك .
١٤ سنة مضت والوجه باسم والقلب متألم .
هذه إرادة الله بأن يكون رحيلة غيله في وسط النهار والشمس في كبد السماء ؛ وأذان الظهر يرتفع يعلن دخول وقت الصلاة .
والمؤمن مبتلى ؛ وهذا إبتلاء لي من رب العباد ؛ وهو من أصعب إبتلاءات الدنيا ؛ ومالي إلّا أن أصبر وأحتسب ؛ وأفوض أمري لله .
روي أن رسول الله صلى الله عليه قال : ( يقول الله عز وجل : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم أحتسبه إلا الجنه ) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بخٍ بخٍ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله ، وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه )
اللهمّ إنّي أسألك أن تغفر لابني أمين وترحمه ، اللهم عوض شبابه الجنة ، وأكتبه عندك من الشهداء ، وأسكنه الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابق عذاب ، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقًا .
ياولدي قد صعب عليّ الفراق
وملئ القلب لك إشتياق
والحزن قد لف من حولي رداءه
والدمع كالنهر شلال ورقراق
وعزائي إنك عند رب عادل
وكنت للخير فعّـال وسبّـاق
فأدعو ربي ان تجازى جنانـه
وليدعو مثلي القارئ المشتاق .
همسة :
ومازلنا ننتظر العدالة
*نبيه بن مراد العطرجي*
مكة المكرمة
إنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله على قضائه الله وقدره في وفاة ابننا امين بن نبيه العطرجي
ونحسبه من الشهداء بحول الله
ونسال الله له
أن يكرم نزله
وأن يوسع مدخله
وان يجازه بالحسنات إحسانا
وبالسيئات عفوا وصفحا وغفرانا
وأن ينزل على قبره
الضياء والنور
والفسحة والسرور
والبهجة والحبور
وان يجعل فيه نورا على نور
وان يفتح له ابواب الرحمة والرضوان
ونوافذ يرى منها مقره في الفردوس الأعلى من الجنان مع النبي العدنان صلوات ربي وسلامه عليه
واسال الله لأخي نبيه خاصة ولنا آل العطرجي الصبر والسلوان والاحتساب
فإن لله ما أعطى
وله ما أخذ
وكل شيء عنده بقدر
فخير من ميتكم أجركم بعده
والله خير منكم لميتكم.
.