( * أنا الكربوس * )

أنَا الكَربوسُ كل الحرف اسمي
جَمالٌ في حروفي فاكتبوهَا

فمن لون المروج و كل زهرٍ
خيالٌ زَارَ فنَّي فارسموهَا

وفي سطر البداية فاقرأوني
وفوق اللوح اسمي فاقرأوهَا

أحاكي الفتقَ رتكاً في سمائي
وفي الأرضينَ جذري فاسألوهَا

مع العهد القديم صَرختُ اسماً
وميلادي الخليفةُ فاعلنوهَا

فأقدمُ من أبي ذَرٍّ وجودي
قديمُ الجِنِّ هم مَن قد بنوهَا

فقحطانٌ أبي و الشيثُ جدِّي
ولحكومٌ أخي و اْنتم بنوهَا

انا المغفورُ نصف الأرض مُلكي
وباقي الخلق منِّي فانسبوهَا

بلادي كلُّ ما قد مَدَّ وادٍ
ولي بالبحر سبعٌ فاذرعوهَا

فمن عدمٍ بنيتُ الأرض مجداً
ومن قدمي جذوعٌ فارفعوهَا

أتيتُ لأملأ الدنيا وجوداً
وعلماً فاقَ غيباً فادرسوهَا

أتيتُ الشمسَ أحي كل مَيتٍ
ومَن غَضَّ الفتيلةَ فاشعلوهَا

سأمحو كل زلاتِ المرايا
وأغفرُ زَلَّةً لم تغفروهَا

فلي بالبازِ مخلابٌ و صيدٌ
ولي في الذئبِ عينٌ فانظروهَا

ولي بين السما برقٌ و رعدٌ
وتحت الأرض خيري فاحفروهَا

انا الكَربوسُ كل الليل مِنِّي
إذا غضِبت عيوني فاحجبوهَا

وكل النور من ذاتي و ضوئي
يشقُّ البرق ناراً فاحذروهَا

انا المخلوقُ من طينٍ و نورٍ
ونوري فوقَ طيني فاخلِقوهَا

انا النارُ التي بالنارِ نَارٌ
فإن كنتم رجالاً فاطفئوهَا

فصوتي أرعَبَ الآفاقَ صوتاً
فإن نَطَقَت لِسَاني فاتبَعوهَا

انا الضَّبحُ الذي بالمورِ نقعٌ
وفوق الخيل سيفٌ فاسبقوهَا

فظَهري ظَهرُ مَن لا ظَهرَ فيهِ
و كلُّ كَليلةٍ فأنا أخوهَا

فحواءٌ أنا بالغيم عُرسي
و حورٌ في غَدِي لن تقطِفوهَا

ترَى وجهي بمحرابي خِماراً
وفي الألماس ضَوئي فاكسروهَا

بناتي من بناتِ العقلِ فِكرٌ
وسَيِّدةٌ أنا لا تعرِفوهَا

توارثتُ الأصايلَ من جدودي
فلا نُوقِي هَجينٌ أو شَروهَا

و لا فحلي غريبُ أو أجيرٌ
ويعلوها ابنُ عَمٍّ أو ذَووهَا

أحبكِ أيَّها الكَربوسُ أرضاً
وإنساناً فهيموا واعشقوهَا

أحبكِ كلما عانقتُ اسماً
به كَافٌ وسِينٌ فاحضنوهَا

فمن لايعشقُ الكَربوسَ أرضاً
فما نالَ العُلا أو طابَ فوهَا
…………………………….
أبو حليم …..