وكتبته: ✍️د. عزة عابس الشهري ١٤ رمضان ١٤٤٥هـ
في قلبِ إحدى المدارس، وبالتحديد في تعليم منطقة عسير، في ركنٍ مُنعزلٍ من عالمِ الدروسِ والكتب، كانت هَذهِ المعلمةُ التي تحمل في قلبها شغفًا ينبضُ بالعطاءِ والإحسان.لم تكتفِ بتعليمِ العلمَ وحدهُ، بل رأت في ساحاتِ المدرسةِ فرصةً لزرعِ بذرةَ الخيرِ والعطاء. كانت هَذهِ المعلمةَ الجديدةَ على المدرسةِ تتأملُ بأسىً ساحاتَ المدرسة، حيث تتجلى الشمسُ الحارقةُ دون رحمةٍ خاصةً في وقتِ الظهيرة، والطالِباتُ تَحَتَ لهِيبِهَا اللاذِع، فأرادت أن تَزرَعَ بذرةً مِنَ الرحمَةِ والعَطاء.
فاشترَت شجرةً وزرعتها بين فَتَياتِها الصغِيرات، وبدأت تُسقيها بحبٍ ورعاية.توارتِ السّنَواتُ وانتَهَت أيامُ المعلمةِ في تلك المدرسةِ التي خَرَجَت منها لكنّهَا تركت وراءها أثرًا لا يُنسى. وإذا برسالةٍ تصلَها تحملُ بينَ طياتِها مقطعَ فيديو مُذهل، مليئً بالفرحِ والدهشَة يُظهر الشجرةَ التي أصبَحَت رمزًا للعطاءِ والإحسان، وقد أصبَحَت ضخمةً وكبيرة، تمتد أغصانُها بشموخ، وتمنَحَ ظِلًا وَرَاحةً للطالبات، الذينَ يستَمتِعُونَ بِفُطورِهِم وألعابِهم تحتَ ظِلاَلِها الوافِرة.
ابْتَسَمت بِفَرح، ودُموع السعادةِ تملأ عَينيِها، كانت تُدرِكُ أن كلَ جهدٍ صغيرٍ يُمْكِنُهُ أن يَنْمو ويتَحولَ إلى خيرٍ كبير.
فلنُلهِم بعْضَنا بالإحسانِ والعطاء، لنملأ الحياةَ بالفرحِ والأمل، ولنَظَلَ مصدرًا للخَيرِ والبركةِ ولا نحتَقِرَ أي معروفٍ صغير، فكلُ عَمَلٍ نبيلٍ يُضيفَ لمسةً جميلةً إلى عَالمَنا، ويبثُ نوراً عظيماً في قلوبِ الآخرين.
نسأل الله أن يَجزِيَ هَذِه المعلمةَ خيرَ الجزاء، وأن يمنَحَها السعادةَ والراحةَ في كلِ خُطوةٍ تَخْطوها، وأن يجعلَ أعمَالَها مَصدرًا دائمًا للبركةِ والسعادةِ في حياتِها وحياةَ الآخرين. اللهم ارزُقها السعادةَ والسُرور، واجعَلْ أعمَالَها خالِصَةً لوجهِكَ الكريم، آمين.
.