✍🏻 حسن علي الأسمري
الخِذْلَان في اللغة بكسر الخاء في مصدر خَذَل يَخْذُل خَذْلًا وخِذْلَانًا ، وهو تركك نُصْرة أخيك وعَوْنَه ، والخَاذِل : ضدُّ النَّاصر ، والتَّخْذِيل : حَمْل الرَّجل على خِذْلَان صاحبه ، وتَثْبِيطُه عن نُصْرَته ، وأصل هذه المادة يدلُّ على تَرْك الشَّيء والقُعود عنه ،
الخذلان غصة ومرارة واحساس لا تطيقه النفس ، شعور قاسٍ ومؤلم على قلوب الانقياء ، ولا يشعل نار الخذلان في هشيم القلب الا ان يكون الطرف الاخر مِن مَن جعلته في مقدمة علاقاتك وتفانيت في جعله نبراساً ودليلاً لحياتك ، به تبدأ يومك وبه تنتهي ، هو من كنت تضن انه نواة لسعادتك ، ونور لطريقك ، وجبراً لعثراتك ، وبلسماً لآلامك ،
هو الذين منحته صادق القول ونبل المشاعر ..
هو الذين وضعت به ثقتك ..
هو الذين منحته جل وقتك ..
هو الذي شاركته همومه ..
هو الذي قاسمته رزقك ..
هو الذين لم تستخسر به مالك ..
هو الذي جعلت منه رقماً صحيحاً في مجتمعه ..
نعم هذا هو من يوجه لك الصفعة ، هو من يغتال سعادتك ، ومن يسعى في تدميرك ، ونهب ما يستطيع حتى من رفاتك ،
هو الذين يشعرك أن اللحظات السابقة معه كأنت هراء لا قيمة لها ، كمشاعر كاتب سيناريوهات الأفلام خياله واسع بعيداً عن الواقع ،
خيبات الامل لا تنتهي ولا تتوقف عند حدٍ معين ولكنها تتفاوت بحسب مكانة الأشخاص وما منحناهم ،
كل ذلك لا يكون وقعه في حياة الفطن الا كأشعار له باستهلاك الحد الأعلى من المشاعر ، وحان الوقت لتقنينها او حتى بترها ، فلم يعد هُناك متسع لخذلان جديد وخيبات جديدة ،
ختاماً /
يبقى خذلان البشر محدود الضرر وإن عَظُم .. ويبقى الخذلان الحقيقي في قوله تعالى (( وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده )) .
