من دواعي السرور و من أسباب السعادة، أن يحب الإنسان لأخوانه
و أخواته الخير، و يتمنى لهم السعادة …
حب الخير يعكس الإيمان لدى المسلم ، و من خلال فعل الخير للآخرين يحظى الإنسان برضى الله،
و دخول الجنة من أبوابها المتعددة …
الإسلام وجه الإنسان إلى التسامي، في التعامل مع الآخرين و البعد عن الفتن،
و الشرور، و أمرنا بحب الخير للآخرين بمقدار ما نحب لأنفسنا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ”
هذا حديث يدل على أن عليك لأخيك أن تحب له الخير وتكره له الشر …
المؤمن مرآة أخيه المؤمن، لا ترى العيب في أخيك وتسكت، ولا يراه ويسكت، ولكن كل واحد ينبه أخاه مع الرفق، ومع الحكمة، ومع النصح، وعدم الغلظة والعنف، ولاسيما في السر، فإن السر أنفع.
إن الذي لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه جاهل بنعم الله تعالى، فهو هنا يوقع الأذى بنفسه، ويفعل بها ما لا يستطيع أن يفعله به عدوه. لماذا ؟
لأنه حرم نفسه من النجاح، والسلام، والسعادة الداخلية، وجعل بينه وبين نعم الله تعالى حائلا.
دائما في الشدة والرخاء، في مغيبه وفي مشهده، مع العداوة ومع المحبة، عليك أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك من الخير،
وعليك أن تكره له من الشر ما تكرهه لنفسك، فكما تحب لنفسك العلم النافع والصحة والغنى والستر تحبه لأخيك ….
وكما تحب لنفسك الزوجة الصالحة والأولاد الصالحين تحب ذلك لأخيك، وهكذا.
كن دائماً شخص متسامح معطاء ، أمنح من حولك الدعاء ،والحب وتمنى لهم الخير.
السعادة الحقيقية تسكن القلوب الطيبة التي تتمنى الخير لغيرها.
تزداد المحبة عندما يرى الناس قلباً نقياً يتمنى لهم الخير والسعادة. و لا تنظر لرزق غيرك، ولا تتمنى ما عند غيرك.
كيف أتخلص من عدم حب الخير للناس ؟
عليك إخفاء ما في نفسك، ومقاومته والدعاء لمن تشعر أنك تحسده . و التعوذ بالله من شر الحسد ، و ذكر الله والتبريك إذا أعجبك أي شيء لغيرك و سؤال الله من فضل أن يغنيك …
تذكر لا أحد أقوى من نفسك على إرشادها إلى الخير ، و من يفعل الخير ينعم .
في النهاية تعودوا الخير ، فإن الخير عادة، و إن فعل الخير هو أفضل عبادة ،يمكن أن نقدمها لله سبحانه وتعالى فنحن نتاجر مع الله لذلك لا يكفي أن تعمل خيرا ، بل يجب أن نحسن عمل الخير … فالخير من أسمى الفضائل الأخلاقية …
ندى فنري
أديبة / صحفية