كثيرة هي مشاكل الحياة و همومها…
أحيانا يشعر الإنسان بالضيق، لأن المشاكل و الهموم تفرض نفسها
فتجعله غارق في الهم و الكدر ..
و كثيرًا ما نسمع عن التفكير الإيجابي الذي يعتبر حل من الحلول لتحقيق السعادة في الحياة .
هل فعلا لو فكرنا بطريقة ايجابية ، يمكن أن يتغير الواقع و نشعر بحالة أفضل صحياً و معنويا ؟ …
لا أعتقد ذلك ، إلا إذا كان التفكير الايجابي مبني على المنطق السليم ، و ليس على إيجابية وهمية …
التفكير الايجابي السليم يعني أن يدرك الشخص لحقيقة المشاكل التي تواجهه و أبعادها و ما الاحتمالات المنتظرة ليتغلب عليها .
التفكير الايجابي في التعامل مع الكرب و الهموم يعني أن يكون الإنسان قادر على التعامل مع ظروفه بمرونة ، و لا يسمح للمشاكل ، أن تسلبه استقراره النفسي .
عليه أن يبتعد عن التشاؤم حتى لا يقع ضحية الاكتئاب .
على الإنسان أن يعي إذا كان تفكيره يؤثر سلبا على معنوياته و طريقة تعامله مع المواقف أن يغير رأيه في المواقف التي تحدث ، و أن لا يكون شخص انهزامي يستنزف طاقته بالغضب و الاحباط و القلق .
عليه دعم نفسه بأي وسيلة ممكنة ، و يقود عقله بمهارة حتى لا يسترسل مع الأفكار المحبطة ….
عليه أن يتعلم كيف يطبطب على نفسه ، و يواسيها ، حتى لو كان غير مهيأ، لتحمل المواقف الصعبة التي قد يواجهها.
عليه أن يضمد جراحه بالصبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما أصاب للمؤمن من هم و لا غم و لا حزن ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه .
المهم عند أي موقف لا تضيع وقتك في الحسرة و القهر ، و تحصر تفكيرك بما حصل ، و لماذا حصل ، فكر بالخطوة التالية و اسأل نفسك:
ماذا علي أن أفعل ؟
كيف يمكنني أن أتصرف حيال الموقف؟
حارب ظروفك بإرادة قوية، و اجتهد في مقاومة المشاكل، و تأكد أن هذا سيساعدك على إيجاد حلول.
اصرف تفكيرك عما يزعجك، و فكر في إيجاد الحلول المناسبة، حتى تخفف من حدة الضغوط ،و تستعيد توازنك .
في النهاية توقف عن التفكير في ما يحزنك ، و لا تبكي على اللبن المسكوب، أكمل حياتك و تابع أمورك ، و أمسك زمام الأمور، و لا تتردد في أن تسأل إذا كنت محتاج لرأي الآخرين، المهم أن تتعلم التعامل مع الكرب والهم ، بقوة التفكير ، و التصرف في حكمة.
ندى فنري
أديبة / صحفية