وضعتُ رحالي بعد سفر طويل
قُرابة النصف قرنٍ من الدهر ، مثقلة بعبء الحياة وصروف البشر ، بروح تعلوها الكآبة وقلب بلغ من البلادة مبلغ عظيم..
الليل الذي يُسابق النهار سيّان بينما
والساعات تُشبه الثواني في رتمها..
.
لمحتهُ من بعيد ، ركضتُ إليه مُلقية عليه التحية ، سُرعان ما رفع رأسهُ ورد بمثلها ، تعلوا شفاهُ ابتسامة فرح ، تسبقها روح مبتهجة ، مُعلقاً بخفيف ظلٍ قائلاً :
هل الروح متعبة..؟!
قلتُ : بل الروح عليلة والمقاومة صفر..!
قال : ما مبلغ جهد القلب..؟!
قلتُ : غريق يُصارع الزمن قبل الموج..
قال : هلّا مددتَ يدكَ..!؟
قلتُ : خُذها ، فأنا في عُمقٍ سحيقٍ وظلامٍ خانقٍ وطريق منحدرة..!
قال : هل يكفيك الانتشال مع الاحتضان..؟!
قُلتُ : هذا بذخٍ لم أعتد عليه..!
ولكن لي طلب..
قال : تفضلِ لكِ كُل الطلبات..
قلتُ: لتكُن الكتف الذي أتكئ عليه ، وبهجة الحياة التي أنشدها ومنطقة الراحة التي ألجأ إليها والرفيق الذي يحمي ظهري ويشد من عزمي ويُنقذني من خور نفسي ، التي بتُ أجهلني و أجهلها..!
قال : لكِ ذلك..
فلنبدأ رحلة سفر جديدة على متن غيمة رقيقة بعيدة عن الأرض المُكتظّة بزحام البشر..
قلتُ : هيّا بنا فلا شيء على وجه الخليقة مُبهج والمقاومة صفر ..!
……………..
الكاتبة/أحلام أحمد بكري