يصادفنا في بعض الأحيان شخصية، تحب اللوم و قد تبالغ هذه الشخصية في العتاب ،مما يجعلك تشعر عند لقائه بصعوبة في التواصل معه فتكون النتيجة أنك تنفر منه .
إن اللوم و العتاب في العلاقات الاجتماعية، و خاصة عند الصداقة المقربة يسبب التنافر و يؤثر على العلاقات .
علينا التعامل مع الآخرين بذكاء واحترام وتقدير لظروفهم ، حتى يمكننا التغاضي عن بعض الزلات الطارئة، و الهفوات الغير مقصودة، إن التغافل لا ينقص من الذات بل يعتبر وسيلة لدوام العشرة …
لاشك أن الشخصية اللوامة لها خصوصية و كاريزما، و بعض الشخصيات تتمتع بجاذبية عالية مبهرة لكن بسبب العتب، و اللوم تفقد جاذبيتها ….
العلاقات تزدان بالتفاعل الايجابي ،و تزداد روعة بالود ،و السكينة بدون النقد و الشك العشوائي .
لا بأس في بعض اللوم من باب المحبة، لكن كثرة اللوم تهدد استمرار العلاقة.
يقول إيليا أبو ماضي :
إذا لم تكن لي آسيا أو مؤاسيا ..
فلا تك لوّاما وذرني وما بيا.
إن اللوم وسيلة لزعزعة الاستقرار بين المحبين، و يعكس شعوراً سلبي من الشك المستتر، و خاصة اذا تم الاسترسال في تأنيب الطرف الآخر .
قد يكون اللوام شخص يتهرب من المسؤولية، فيشير للظروف السيئة أنها هي التي تعاكسه، فيما يتعرض له من مشاكل، و سوء حظ ،فيلوم الناس على الأحداث في كل مرة تواجهه مشكلة، أو عند إخفاقه في اتمام مهمة موكلة إليه …
بعض الأزواج يلقي باللوم، على زوجته في أي شيء يحدث للأبناء،و يتهمها بالتقصير ،خصوصا عندما يحدث أي مشكلة مع أحد الأبناء، فيستخدم اللوم بشكل مفرط، خاصة عندما يشعر بالتهديد يقوم بنقل هذا التهديد للآخرين عن طريق لومهم و تحميلهم المسؤولية ..
إن استخدام اللوم يبين تهرب الشخص من تحمل مسؤولياته، تجاه الأحداث ، فيقوم بالبحث عن شخص آخر يلصق به التهم، أي أنها عملية نفسية دفاعية هروبية تجنب الشخص تحمل مسؤولية مما يحدث فيلوم الآخر …لذلك نصيحة لا تكن شخصًا لواما ، إن الحياة تحتاج منا حوار صادق جدي بعيد عن اللوم ،
و عدم تفسير الأمور بعشوائية، و في حال النقد علينا اختيار الطريقة الصحيحة للنقد، و المكان المناسب للحوار لتوجيه النقد فضلاً عن مدح الطرف الآخر، و ذكر محاسنه، و إيجابياته ثم توجيه النقد ثم انهاء الحوار بالمدح مرة اخرى، حتى لا يتسبب النقد و اللوم بأذى نفسي للطرف الآخر ..
ندى فنري
أديبة/ صحفية