محمد الرياني
بينَ أستارِ الغيابِ تبخرتْ الأحلام ، ذبلتْ أزهارُ الصباحِ المرتعشةِ في يدي منتظرًا ،حضرتْ شمسي لتستروحَ عطرَ أزهاري وأنا أنتظر ، تبخرتْ أحلامُ المساءِ وغادرتْ تتمسكُ بشعاعِ الشمس ، لا أعلم أين رحلتِ الأحلام ؟ أسألُ نفسي ! هل في الفضاءِ حياةٌ تستنشقُ عطرَ كوكبنا ؟سرعان ما رأيتُ أزهاري شاحبةً تنتظرُ مَن ينقذها من لفحِ الانتظار ، بقيتُ أنتظر ، يبدو أنَّ المناماتِ امتلأتْ بأحلامِ الكوابيسِ فطالَ المنام ، من ياترى ينقذُ الانتظارَ من طولِ المنام ، استسلمتِ الأزهارُ في يدي واسترختْ على راحتي كما الأحياء ، ذبلتِ الأزهارُ في وضحِ النهارِ ولم تستجبْ لنداءاتِ الشمسِ في الصيف ، وضعتُ قطعةً من قماشٍ مبللةً بماءِ الليمونِ فوقَ الأزهارِ لعل وعسى ! بقيتُ أنتظر ،هناك المزيد من الوردِ الطبيعي في الحديقةِ الغناء ،غيرَ أني تائهٌ بين أحلامِ الليلِ وأمنياتِ النهار ، غابتِ الشمسُ في أطولِ أيامِ العام ، فرحتُ بأنَّ الليلَ قصيرٌ كي أسهرَ مع نباتاتِ الحديقة ، سكونٌ في الليلِ زانه حضورُ القمرِ في منتصفِ الشهر ، بياضُ الفلِّ في الحديقةِ يحاكي بياضَ القمر ، قططٌ جاءتْ لتسهرَ تحت طَلِّ القمرِ ولتستنشقَ مثلي رائحةَ الفل ، مرَّ الليلُ القصيرُ سريعًا ، هممتُ بأن أقطفَ أزهارًا أخرى لصباحٍ جديد ، اختفتِ القططُ مع بزوغِ الصباح ، استسلمتُ للنومِ على غيرِ العادةِ وبجواري باقةُ وردٍ جلبتُها من سكونِ الليل ، غفونا متجاوريْن أنا وباقةُ الورد ، لم أفكر مطلقًا في الذي سأعطيه شذىً جديدًا ؛ كنتُ أخشى حضورَ اللا وعي عندما تحضرُ عيناي وقتَ الغياب .