مقالات مجد الوطن

العافية في جامع الفقهاء 

 

د . ضيف الله مهدي

 

اليوم الجمعة الموافق ١٠ ربيع الأول من عام ١٤٤٦هـ . وفي جامع الفقهاء في بيش ، ارتقى المنبر خطيب الجامع الشيخ حسن بن يحيى الأعجم فخطب خطبة في غاية الروعة والجمال ، لم أسمع أي خطيب قد تطرق لموضوعها !.

فقد خطب عن (العافية ) العافية التي يطلبها ويرجوها ويتمناها كل إنسان . ودعم خطبته بالدليل من آيات الذكر الحكيم وقول سيد المرسلين وعبد الله الصالحين . شدني الموضوع حتى فاضت عيني بالدموع . وسمعت كلاما جميلا لم أسمعه من قبل .. اللهم عافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا واصرف عنا ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك تباركت ربنا وتعاليت .

العافية، والتي تعني “الخير” أو “الرفاهية” هي : حالة الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة طوال الحياة. وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فهي حالة الشعور بالصحة التامة عقليا وجسديا واجتماعيا.

والعفو معناه التجاوز عن الذنوب، وعدم العقاب عليها، وأصله من عفت الريح الأثر طمسته ومحته.

وأما العافية فمعناها السلامة في الدين من الفتن، وفي البدن من الأسقام، وفي الأهل والمال من جميع الابتلاءات.

والعافية هي ممارسة عادات صحية بشكل يومي لتحقيق نتائج صحية جسدية وعقلية أفضل، بحيث لا تكتفي بالبقاء على قيد الحياة، بل تزدهر .

ولفهم أهمية العافية، من المهم أن نفهم كيف ترتبط بالصحة؟

والعافية منها :

العافية الروحية

العافية الجسدية

العافية الفكرية

العافية الاجتماعية

والعافية العاطفية

ولا شك أن العافية نعمة عظيمة، وقد كان نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يسأل الله دائما العافية، ويوصي بسؤالها ويستعيذ من البلاء، ففي الحديث: ” أسألوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية ” رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني رحمة الله عليه .

ما أجمل نعمة “العافية”، ذاك اللباس الجميل الذي هو أغلى وأجلّ من كل لباس، يوم لا مرض ولا أذى ولا مكروه، بل صحة وعافية وشفاء، فأي ثوب أحسن وأغلى من ثوب العافية؟! .

فتذكر أيها الإنسان هذه النعمة وقيّدها بشكر المُنعم سبحانه وتعالى .

ذكر ابن جرير الطبري ، أن العافية في الدارين؛ السلامة من تبعات الذنوب فمن رزق ذلك فقد برئ من المصائب التي هي عقوبات .. والعلل التي هي كفارات ، لأن البلاء لأهل الإيمان عقوبة يمحص بها عنهم في الدنيا ليلقوه مطهرين فإذا عوفي من التبعات وسلم من الذنوب الموجبة للعقوبات سلم من الأوجاع التي هي كفارات لأن الكفارة إنما تكون لمكفر .

 

ما الفرق بين العافية والصحة؟

المعنى اللغوي للصحة والعافية.. الصحةُ في اللغةِ تعني البراءة من العللِ، والصحةُ هي السلامةُ من أسبابِ الفسادِ والبطلان . أمّا العافيةُ فهي مأخوذةٌ من قولِ عافاه اللهُ أي أصحَّه، وشفاه وأبرأه من مرضهِ وعِلَّته، ودَفَعَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْبَلاَءَ وهي مصدرٌ مثل كلمةِ العاقبةِ.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى