من أعماق قلبي أشكرك ،على صمودك مثل الصخرة، أمام نوعية الحياة في ظل الحكم الماضي..
تتلون ذكرياتنا بألوان مختلفة،بعضها يرمز للعطاء وبعضها للقوة…
لقد كان خوفك علينا في محله، يمكن لم تكن الوالد المثالي لطفلة حساسة صغيرة مثلي ،لكن الأيام أثبتت أن كل ما كنت تفعله لأجلنا نابع من شخصيتك ، التي كانت تقرأ الواقع بشكل واقعي ، وتحلل الأحداث بشكل جيد…
خوفك كان يرافقنا أنا وأخواتي كظلنا، كنا نتساءل ببساطة كيف لم تعبر لنا يوماً عن حبك ،وفقط تحاوطنا بمخاوفك وحرصك علينا إذا خرجنا من البيت أو إذا ،ذهبنا للمدرسة أو للعمل ،والآن فهمت أن الحب يعني رعاية وخوف ودعم نفسي ،وشرح تجارب الآخرين حتى لا نقع فيها…
أعلم أنه لم يكن سهلاً أن تضحك في ظل الظروف الصعبة، التي كانت تمر بها البلاد وقتها ، تعلمت من أمي الصبر والأمل والثقة والحب والحنان ومنك الحكمة التي تضيء دروبي في الحياة..
كلماتك كالنجوم الساطعة في سماء أفكاري..
أه يا أبي اليوم تحررت سوريا كم تمنيت أن تكون معنا، تقلب صفحات التاريخ ليصبح ماضي ،
يمكن روحك الآن تبتسم من دعواتي لك، أحبك بقدر مافي الكون من حب لأنك أعظم معلم في حياتي ، علمتني معنى الصمت والمثابرة والشجاعة وقت الشدة، وأن وازن بين قلبي وعقلي ، أنت بطل حياتي لأنك زرعت فيني القيم والمبادئ ومعنى المسؤولية
شكراً لأنك سمحت لي بالسفر وقتها و اخترت لي الزوج المناسب وشجعتني على تحقيق أحلامي …
أبي راحت عتمة الليالي ، فأحن لصوتك الذي كان يملأ بيتنا،
أتمنى لو كنت معنا لتعيش لحظات الفرح بالحرية..
سوريا الآن لوحة ملونة بكل أطيافها، والعالم بأسره يتابع أخبارها ، و أمي بخير تشاركنا الفرح ، لقد تركت أثراً لا يمكن محوه في حياتي ، رحمك الله رحمة واسعة….
أعجز عن رؤيتك لكن لن أعجز عن الدعاء لك
اللهم برد على قبره واجعله في نعيم دائم…
ابنتك البارة ندى فنري