
تقبلك لأخطاء الآخرين، تجعلك تعيش حياة طيبة ويزيح تلال وجبال من على أكتافك ، ويريحك من الأحقاد والضغائن ، ويزيح الهم وأمراض القلوب عنك …
نحن بشر ، ولأننا بشر فنحن معرضون للوقوع في الأخطاء ، فما من بشر كامل أو معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم …
الناس مجبولة على الزلات والأخطاء ، حتى أنت ستخطئ ، والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة ، مع أهله وجيرانه وأصدقائه ، وزملائه…وأروع ما قيل في الخطأ قال النبي صلى الله عليه وسلم :
” إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ” ….صوهذا الحديث يؤكد أن الله يتجاوز عن أخطائنا ، يغفر لنا ما نرتكبه من زلات إذا كان ناتجاً عن الجهل أو النسيان ….
هناك من يبحث عن أخطاء الآخرين للتشهير بهم ،قال ﷺ: (… لاَ تؤذوا المسلِمينَ ولاَ تعيِّروهم ولاَ تتَّبعوا عَوراتِهِم، فإنَّهُ مَن تَتبَّع عورةَ أخيهِ المسلمِ تَتبَّعَ اللَّهُ عورتَهُ، ومَن تتبَّع اللَّهُ عورتَهُ يفضَحْهُ ولَو في جَوفِ رَحلِه.)
إن تصيد أخطاء الآخرين مرض نفسي يصيب أصحاب النفوس الضعيفة، وينشر الحقد والفساد في المجتمع والتغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام ، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل …
تقبلك لأخطاء الآخرين تساعدك على بناء علاقات اجتماعية ، وتجعلك مقبولاً ومحبوباً، أما إذا ركزت على أخطائهم ، فأنت المتأذي بالدرجة الأولى ستضيق بك الحياة وأنت من سيحمل الهم ، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب غيره ، لذلك اصفح وسامح وتقبل زلات وأخطاء الآخرين لأنهم بشر والبشر خطاؤون لتكن أنت الرابح …
ملاحظة :
تقبلك للأخطاء هذا يعني أنك تقر بأن الآخرين غير معصومين وتلتمس لهم العذر لكن لا تسمح بتكرار الخطأ ، أو التفريط بحقوقك …من يعتقد بأن المتسامح عليه أن يفرط بحقوقه فقد ابتعد عن جادة الصواب ، مع تسامحي لا أفرط في حقوقي ، وإذا كان هناك خطأ وتعدي على الحقوق لابد من اللجوء إلى القضاء ، التسامح شيء والتنازل عن الحقوق شيء آخر …
ندى فنري
أديبة / صحفية
كوتش علاقات