أبوظبي
زهير بن جمعة الغزال
استضافت واحة العين وقلعة الجاهلي جولات للجمهور تحت إشراف مجموعة من الفنانين المشاركين بالمعرض، وذلك لاستكشاف الأعمال الفنية المشاركة ضمن برنامج “آفاق: تكليف الفنانين”، والذي يجمع هذا العام الفنانين العالميين أوليفر بير ولياندرو إيرلتش. وحاز مجسم “السحابة الأثيرية” الفني لإيرليتش المعروض في واحة العين على إعجاب الزوار من خلال التناقضات التي أبرزها بين المنظر الطبيعي القاسي والسحابة الغامضة التي تُشكل جوهر العمل. أما قلعة الجاهلي، فقد قام أوليفر بير، الفنان البريطاني المرموق في مجالي الأفلام والنحت، بعرض إثنين من أفلام الرسوم المتحركة التي أعاد ابتكارها من رسوم وضعها بمساعدة ألف طالب من طلاب مدارس أبوظبي وبالتعاون مع فريق التربية والتوعية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. وأسهمت السُمعة العالمية الكبيرة لكلا الفنانين في زيادة معدلات إقبال الزوار إلى العين للاستمتاع بالأعمال التي يُقدمانها.
وقال لياندرو إيرلتش: “أعرض من خلال عملي الفني الموجود في واحة العين، والذي يحمل عنوان قلب الماء، عملاً شعريًا فريداً يزخر بالطموح، ويتضمن سحابة يتم الحفاظ عليها في ما يشابه أعشاش الطيور وسط صحراء تتواجد بالواحة”.
ومن جانبه قال أوليفر بير: “يأتي معرضي تحت عنوان ألف وجه، ويعمل بأفكار توافقية ثقافية وفردية، ويتم ذلك في المقام الأول من خلال تقنية طورتها تسمى إعادة ابتكار الرسوم المتحركة، وإن اللوحات التي يتضمنها العمل هي جزء من قصة إنسانية مشتركة، وإن إعادة تفسير الأطفال المشاركين في العمل تعد طريقة جديدة لإدراك هذه الصور”.
كما شهد اليوم الافتتاحي للمعرض تنظيم ثلاث ورشات عمل متخصصة، كان أوّلها تحت قيادة “آي دا”، أول روبوت فنّان فائق الواقعية مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي في العالم. وأخذت “آي دا” المشاركين في الدورة في جولة تعرفوا من خلالها على شخصيتها الفنية وكشفت لهم آفاق التداخل بين التكنولوجيا والفن. بينما قدمت الورشة الثانية، التي انعقدت تحت عنوان: “أنشطة فنية”، للأطفال والبالغين أعمالاً فنية ألهمتهم خلال جولتهم في المعرض لابتكار أعمال فنية خاصة باستخدام طيف متنوع من الوسائط. وشجّعت الورشة الثالثة، التي أدارتها لي شوروي، الزوار على التفكير بالتفاعل اللوني الضوئي الذي تزخر به حياتهم اليومية.
من ناحية أخرى، تستضيف منارة السعديات أيضاً “منحة البُردة”، وهي إحدى مبادرات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وتهدف إلى الاحتفاء بالفنون الإسلامية من خلال تقديم المنح لعشرة من الفنانين المعاصرين من المنطقة. وشهد اليوم الأول من فن أبوظبي إجراء عدد من الجولات المنظمة في أروقة المعرض والتي قدمت للزوار نظرة معمقة عن تفاصيل الفنون الإسلامية المعاصرة.
اختتم اليوم الأول فعالياته بعرضين، انعقد أولهما تحت عنوان: “فن التعبير”، وهو عبارة عن قراءات شعرية تُنظمها مؤسسة ’أنتايتلد تشابترز‘، تضمنت أداءات شعرية حول ممارسات سرد القصص التراثية والرمزية في عالمنا المعاصر. بينما انعقد العرض الثاني تحت عنوان: “تناغم بيت العود”، بالتعاون بين مجموعة أبوظبي للموسيقى والفنون والعازف العالمي وأستاذ القانون في “بيت العود”، باسم عبدالستار؛ وعازف العود العراقي الشهير صادق جعفر، إلى جانب مجموعة موهوبة من عازفي السكسفون والطبول.
يقدم اليوم الثاني للمعرض ورش عمل مناسبة لكافة الأعمار. وبالإضافة إلى ذلك، يستضيف المعرض سلسلة من الجلسات الحوارية حول مشهد الفن المعاصر في منطقة المحيط الهادئ والتحديات الماثلة أمامه والتدابير الوقائية الرامية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية وسُبل تأثيرها على الفن.
و تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية وتأكيد مكانة الإمارة عالمياً باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار. كما تتولى الدائرة قيادة القطاع السياحي في الإمارة والترويج لها دولياً كوجهة سياحية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والأعمال التي تستهدف استقطاب الزوار والمستثمرين. وترتكز سياسات عمل الدائرة وخططها وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، بما فيها حماية المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك تطوير قطاع المتاحف وفي مقدمتها إنشاء متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، ومتحف جوجنهايم أبوظبي. وتدعم الدائرة أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث في الإمارة. وتلعب الدائرة دوراً رئيسياً في خلق الانسجام وإدارته لتطوير أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية وذلك من خلال التنسيق الشامل بين جميع الشركاء.
يتجاوز “فن أبوظبي” بمفهومه المعارض الفنية التقليدية، حيث ينصب تركيزه على تقديم برنامج تفاعلي عام ومتنوع يشمل المعارض وأعمال التركيب الفني، وإطلاق الحوارات والفعاليات التي تقام في مواقع مختلفة من الإمارة على مدار العام. ويصل هذا البرنامج الفني، الذي يقام على مدار العام، إلى ذروته عبر إقامة معرض “فن أبوظبي” في شهر نوفمبر من كل عام، والذي يوفر منصة مبيعات رائدة لصالات العرض المشاركة، فضلاً عن تزويدها بفرصة لعرض أعمال التركيب الفني والأعمال الفنية الطموحة التي صممها الفنانون المتعاونون مع تلك الصالات لعرضها أمام الجمهور على نطاق واسع