أخبار عربية وعالمية

تضعضع الدور الإيراني.. لماذا أفرج الحوثيون عن الأسرى السعوديين الست.

 

مجد الوطن عبيرآل مرعي متابعات

بعد زهاء شهر ونصف من توقيع اتفاق ستوكهولم في السويد، بين الفرقاء اليمنيين، تحت رعاية الأمم المتحدة في 13 ديسمبر 2018، بادرت مليشيا الحوثي إلى إطلاق سراح جندي سعودي كان أسيرًا لديها؛ في مسعى منها للتقرب إلى السعودية وللإعراب عن استعدادها للمضيّ قُدُمًا في حل ملف الأسرى المشمول باتفاق ستوكهولم، وأمس وفي خطوة مماثلة أفرجت مليشيا الحوثي عن ستة أسرى سعوديين، مدفوعة في ذلك بالأسباب ذاتها، ولكن تلك الخطوة أعقبت مبادرة السعودية إلى إطلاق سراح 200 أسير حوثي، ضمن جهودها لإعطاء دفعة لتحقيق اتفاق ستوكهولم، وحرصها على أن يظل ملف الأسرى ملفًا إنسانيًّا لا يخضع لأي حسابات سياسية.
صحيح أن مبادرة السعودية إلى الإفراج عن 200 أسير حوثي شكّلت ضغطًا معنويًّا على المتمردين الحوثيين في الاتجاه الذي دفعهم إلى مبادلة الخطوة بالمثل؛ لكن إقدامهم على تحرير الأسرى السعوديين الست يستند إلى دوافع وأسباب أخرى ترتبط بتضعضع الدور الإيراني في المنطقة، وتنامي الرفض الشعبي لنفوذ إيران، واشتداد المواجهة الدولية لانتهاكات إيران في تهديد حرية الملاحة في الخليج العربي، وزعزعتها للاستقرار الإقليمي بدعم المليشيا المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ مما حدا بالحوثيين إلى التفكير في جدوى الانخراط في تحقيق تسوية على أرضية يمنية بعيدًا عن التوجيه الإيراني.

وتتجلى مظاهر ضعف المخطط الإيراني حيال أمن المنطقة، في نجاح التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، في وقف التهديدات الإيرانية لحرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، وإنهاء مهاجمة النظام الإيراني لناقلات البترول والاستيلاء عليها؛ الأمر الذي حرم ذلك النظام العدواني من إحدى الأوراق التي كان يبتز بها المجتمع الدولي، مهددًا إمداداته من الطاقة، وبالتزامن مع ذلك تزايد المد الشعبي الرافض للوجود الإيراني في العراق ولبنان، والذي كان من نتيجته إسقاط الحكومة في هاتين الدولتين، والضغط لإنهاء تأثير إيران على القرار السياسي فيهما.

ولا يقل تأثير الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع مليشيا كتائب حزب الله العراقي المنضوية ضمن مليشيات الحشد الشعبي، عن التأثيرات السابقة في تقليص النفوذ الإيراني؛ فقد أفقدت الضربات بتوازن النظام الإيراني ومنظومته في العراق، وأقنعته بجدية المواجهة الدولية لخروقاته في الإخلال بالأمن الإقليمي وتدخله في شؤون الدول الأخرى، وقد ضاعف من نتائج هذه الضربات، فشل النظام الإيراني وأدواته في العراق في إحراز أي نوع من الرد عليها؛ لا سيما محاولة إيران النيل من واشنطن من خلال توجيه مليشيات الحشد الشعبي إلى اقتحام سفارتها في العراق؛ وهو ما لم يتحقق على مدار يومين بتأثير من صلابة الموقف الرسمي العراقي.

في ظل كل هذه الإخفاقات التي مُنيت بها إيران، وبتأثيرها في الحد من قدرة طهران على تحريك أدواتها لزعزعة استقرار المنطقة؛ يحاول الحوثيون بناء تفاهمات مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عبر أطر التفاوض والاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن؛ بما يوجد لهم مساحة في مستقبل اليمن بعيدًا عن النفوذ الإيراني الآخذ في التراجع، وكجزء من تلك الحسابات يندرج إقدام الحوثيين على الإفراج عن الأسرى السعوديين الست، واكتفائهم في تبرير مسلكهم بالرغبة في حل ملف الأسرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى