تراقصَ الصبحُ .. لمَّا جئتنا طـربا
كأنَّما منك هذا الصبح قد عَجِبا
أمنْ جمالك ؟ ..أم من روحكَ انتثرتْ
لآلئُ النـورِ .. في الآفاقِ .. فانسكبا
لكَ الحنينُ الذي ما غابَ عن خَلَدِي
ولا تناقصَ من قلبي ولا نَضَبا
لكَ الفؤادُ الذي في حبكَ ارتعشتْ
دقّاتُه .. وانتشىٰ في الحبِ واضطربا
* * *
أنتَ النداءاتُ في أُذُنِي تُوشوشني
بأعذبِ اللحنِ .. حينَ تَهُزُّني طربا
وأنتَ .. أحلامي الخضراءُ .. وارفةٌ
أرىٰ بها صُبحي المأمولُ قد قربا
أرىٰ بها ثغرَ هذا الكونِ مُبتسماً
في لَذّة الحُبِ .. حينَ يجيءُ مُلتهبا
بفيضِ صبحكَ إذ يُحيي تهافُتُنا
معَ الصباحِ لقاءً ظلَّ مُرتَقَبا
* * *
يا باعثَ النورِ في وجهِ المدىٰ ألقاً
يا أولَ العشقِ في العمرِ الذي غرَبا
ومـانـحَ القلب أحـلاماً مطـرّزةً
ومبهجَ العين .. ممَّا طابَ أو عذُبا
ناشدتُكَ اللهَ .. أن ترعىٰ مودَّتنا
كي يهنأَ القلبُ بالحبِ الذي كسبا
وترتوي العينُ نوراً من محاسنكم
تحيا به الروحُ .. حتىٰ تبلغَ الأربا
بقلم الأستاذ
محمد أحمد الصحبي