صحيفةمجد الوطن. الإعلاميةفاطمه القحطاني
تناقل عددٌ من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد مكتشفي النقوش الأثرية، نقشاً لسورة الفاتحة على صخرة شرق محافظة النماص بالقرب من مركز القوباء، كُتبت في عهد الدولة الأموية عام 130هـ أي في بداية القرن الثاني الهجري، قبل 1311 عام
وقال موثق النقش الأثري محمد الدحيمي مع تحفظي على تحديد موقع النقوش حتى لا تطاله أيدي العبث، إلا أنه يبعد عن محافظة النماص قرابة 40 كم، في الشرق قريب من وادي ترج، وقد بدأت قصتي مع هذا النقش بالتحديد بعدما صوّره لي الأخ سعيد بن علي المادوعي الشهري؛ لأنه يعلم حرصي على النقوش، فلما رأيت طرتُ فرحاً به، وسألني عن ماهية النقش، فقرأتُ له النقش كاملاً، وسألته عن الموقع، فدلّني عليه مشكوراً.
وأضاف: عقدتُ العزم على زيارته مع بُعده ووعورة طريقه، فيسّر الله ذلك، رافقني إلى ذلك النقش شقيقي “عادل”، تكبد معي عناء المشي، حتى وجدناه، ووثقته في ذلك الفيديو الذي رأيتم، وهي كتابة غير منقطة وأسلوب الخط غريب ومختلف عن أسلوبنا، حيث كان منقوشاً سورة الفاتحة كاملة مبتدئةً بالبسملة ومختومة بـ: “وكتب يزيد بن عبدالله يوم الثلاثاء من رجب سنة ثلاثين ومائة رحمة الله على من قرأ هذا الكتاب، ولعن من غيّره آمين”.
وأردف: وقفت على نقش آخر بنفس الخط، ولنفس الكاتب يزيد بن عبدالله بن عمر الحَجْري الرَبَعي. يبعد عن الأخير 2 كيلو فقط، والذي نُقِش على صخرة: “اللهم اغفر ليزيد بن عبدالله بن عمر الربعي، ولوالديه، وما ولدا من مسلمين آمين آمين رب محمد وإبراهيم وموسى وهارون”.
وتابع: تعلمت ومارست قراءة النقوش الإسلامية التي كنت أراها مستحيلة حتى سهلت عليّ، ووجدت إلى الآن عدداً كبيراً جداً من النقوش.
وقال “الدحيمي”: النقوش الثمودية والمسند الجنوبي كثيرة جداً، ومع الأسف ليس لديّ القدرة على قراءتها، وهي في الأغلب تحتوي على أسماء مجردة، وأتمنى أن أجد شخصاً متخصصاً ومهتماً يكشف اللثام عن تلك النقوش ويفك رموزها.
وأضاف: أتمنى من الباحثين والمهتمين والمسؤولين أن يتنبهوا لموضوع النقوش الإسلامية، ففيها تحقيقات وفوائد قد لا تخطر على بال أحد، وهي إرث عظيم، وكذلك أهيب بوزارة الثقافة التعاون ومساعدة المهتمين بهذا المجال، فالبحث في هذا الموضوع ليس بالسهل، الباحث فيه يتكبد عناءً مضاعفاً.
إلى ذلك، أفاد مصدر في مكتب آثار النماص بأن المحافظة غنية بالأسرار والنقوش ولا سيما شرق النماص التي اشتهرت بالنقوش الإسلامية في العصور الإسلامية الأولى من القرن الأول وحتى الثالث الهجري، وكل فترة نكتشف نقشاً أو يبلّغ عنه ويتم تسجيلها، وهذا الموقع لم يكن معروفاً، والرجل الذي ظهر في المقطع من المهتمين بالنقوش تحديداً والآثار عموماً، وفي كل فترة يصلنا بلاغ عن طريقه عن نقوش جديدة مكتشفة.
وقال محمد العسبلي مدير مكتب الآثار بمحافظة النماص لـ”سبق”: تم التنسيق مع الأخ محمد صاحب المقطع لزيارة موقع النقش. واستكشاف المنطقة المحيطة بالنقش ومن ثم إعداد تقرير متكامل.