عمر شيخ – مكة المكرمة .
أوضح فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان – إمام وخطيب المسجد النبوي – في خطبة الجمعة – اليوم أن الدنيا دار مصائب وابتلاء ومحن ولأواء دار مواجع وفواجع دار آلام ونقم وصحة وسقم ومرض وعافية وشفاء وبلاء دار أقراح وأتراح وهموم وأحزان ويأس وبؤس , الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كثيرة الإحن والمحن , يبتلي الله فيها البر والفاجر والمؤمن والكافر , لا ينتظر فيها بعد الصحة إلا السقم وبعد الشباب إلا الهرم وبعد الغنا إلا الفقر والعدم , سنة لا تتبدل ولا تتغير مهما تقدم العلم وتطور .
وأضاف فضيلته إنها قدرة الله وعظمته مشيئته وإرادته أمره وحكمته كل شيء بيده , له الأمر من قبل ومن بعد , ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , وما تشاءون إلا أن يشاء لا يسأل عما يفعل , إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون , فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون .
وأكد فضيلته جدير بالمؤمن في وقت الشدة والرخاء والضيق والسعة والهناء أن يتوب إلى الله وأن يفوض أمره إليه وأن يلجأ إلى الله ويتوكل عليه , ومن يتوكل على الله فهو حسبه وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , وما أخطأه لم يكن ليصيبه , وعجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له , قال تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .
وفي الخطبة الثانية بينّ فضيلته إن الوباء حليف المآسي والأزمات والتقهقر والاضطرابات , وقد اجتاح أرجاء المعمورة في أيام معدودات , فساعدوا على اجتثاثه ومحاصرته , عن سعد بن أبي وقاص أنه سأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) .
واختتم فضيلته الخطبة بالإشارة إلى أن اتقوا الإشاعات والافتراء والتهويل والإرجاف والاستهزاء واحمدوا الله على العافية ولا تتعرضوا للبلاء واتقوا أسباب العدوى وأماكن الوباء واسألوا الله الصحة والعافية والشفاء وتحصنوا بالأذكار والدعاء فلن يخيب في الله الرجاء , فروا من قدر الله إلى قدر الله واضرعوا إلى الله ولا تيأسوا من روح الله .