ــــــــــــــ الشعر والشعيرــــــــــــــ
متى العــكـــام يجـهــزُ الـديـــوانا
ليحـــوزَ بين الــعــالمـيــنَ مكــانا
ومتى القصائدُ سوف تُبعثُ بعدما
مــاتت عــــلـى أوراقِـــهِ أزمــانــا
ومــتـى يــبـشرُ معجــبيهِ بشعرهِ
مَن أذهلَ الفتــيات والـصـبـــيانا
شِعرُ الــعكــامِ يذيبُ قلبَ شَغوفِهِ
يُذكي الجـوى ويُـسَعِّرُ الــنــيــرانا
لو عاش في عصرِ الأوائلِ لاستقى
مــن شـــعــرِهِ شــعــراؤنا أزمــانا
بل عَلَّــمَــتْ أشـعــارُهُ أجـــيــالَنا
وغدا يدربِ قصيدِهم سُلــطــانا
لوكنت في عـصـرِ المـهلـهلِ ربما
عَقَّلْتَ أنتَ بــحـرفِكَ الـسكــرانا
أنا لا أقــولُ بأنَّ غــيـرَكَ مُزدَرىً
كلا فحـرفُكَ يـعـرفُ الـتــبــيانا
جــاء الخليلُ بـكــلِّ بحــرٍ رائــقٍ
وحــوى بها الإيــقــاعَ والأوزانا
مِن بعدِ أن ضعُفَ القصيدُ ونظمُهُ
عـــادتْ لهُ روحُ الحـــياةِ و زانا
وبعـصـرِنا الشعراءُ صارَ سحابُهم
يروي بمـــاءِ قَـــريضِهِ العطشانا
لــــكنَّ أغلـبَهــم غــثاءٌ شِعرُهــم
والـــبعضُ صاغَ لآلِــئـــاً وجُـمانا
والبعضُ صارَ يصوغُ مِن هَذَيانِهِ
وهـــمــاً يُصِــمُّ لَــنا بــــهِ الآذانا
والـــبعــضُ صارَ قصيدُهُ وكأنهُ
نـــشراتُ أخـــبارِ تــزيدُ أســانا
لو قال بعضُ الناسِ بيتاً واحداً
في حضـرةِ الأعشى لماتَ أوانا
خيرٌ مِن الحرفِ الضعيفِ سكوتُنا
والصمتُ عن بعضِ القصيدِ دوانا
وحروفُكم يا صاحبـي تــبقى لنا
حُــللاً يَزينُ بــــحُسنِها لُــــقــيانا
فمتى سيطبعُ شاعـرٌ أحــــلامَــهُ
ليــكونَ بــينَ الـنـابغـــيـنَ فـــلانا
بقلم : سلطان محمد معافا