ورحل أمين

عشر سنوات من عمر الزمن أنقضت وأبني ( أمين ) رحمة الله تاركآ خلالها في رمضان من كل عام مكانه فارغآ لا يجلس فيه أحد سوى الذكريات والألم والحزن عليه .
عقدان من الزمان وهو تحت الثرى بعد أن لقى مصرعه بيد الغدر .
عاد إلى ربه شهيد بإذن الله بعد أن فارق الحياة قبل أن يكمل عقده الثاني من العمر غيلة في عقر الدار وسط النهار ، والشمس في كبد السماء ، وأذان الظهر يرتفع في الفضاء يوم الثامن من شهر رمضان المبارك لعام ١٤٣١.
قلب ليس للإيمان فيه مكان تناسى حرمة المكان والزمان ، ولا يعلم بأن الشياطين تصفد في شهر الغفران ، وأن عباد الله يقبلوا على خالقهم فيه متقربين إليه بنوافل الطاعات ليعتق رقابهم من النار .
عشر سنوات وأنت يا أمين بإذن الله تعالى تسرح وتنعم في جنان الله تبارك وتعالى بما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر .
عشر سنوات ومن أغتالك ينعم بزينة الحياة الدنيا طليق ، ولكن المولى تبارك وتعالى سوف يقتص لك منه مهما طال الزمان .
فمن أعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل النفس المؤمنه بغير حق ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا من مات مشركآ ، أو مؤمن قتل مؤمنآ متعمدآ )
فأبشر بالخير من رب كريم ينصفك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
دعائي لك يا فلذة كبدي لا ينقطع ما تعاقب الليل والنهار ، وفي كل سجدة أسجدها لله الكريم .
رحمك الله يا أمين وأسكنك ربي الفردوس مع الشهداء والصالحين ، وعوض شبابك الجنة بإذنه تعالى .
ومن أصدق من الله قيلآ { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }

نبيه بن مراد العطرجي