لقد وقع المحظور ع العباد في ليلة من الليالي
التي كان الناس
في نشوتهم وإستعدادهم لإستقبال شهر عظيم
وقد وُضعت الخطط
عن كيفية الايام في ذلك الشهر المبارك من عام ١٤٤١هـ
منهم من رتب جدول الصلوات والُخطب.
ومنهم من وضع له محاضرات
ووقفات بعد الانتهاء من الصلاة ..
ومنهم من جهز مايحتاجه لمناسبة العيد
لكي لايشغل نفسه
في تلك الايام العظيمه.
والعاجز منهم من لم يجعل له هدف
غير الصيام والنوم والأكل.
ولكن فجأة وبدون سابق إنذار !!!!!!!
وكل البشر في فلك يسبحون.
يأتي الامر من السماء بنزول وباء وقع ع الأرض
لم يعهده التاريخ من قبل.
أرتعدت الأنفس خوفاً ورعباً منه
وفقدت جميع الدول السيطرة على ذلك الوباء.
وبعد سماع خطاب لبعض رؤساء الدول العربية والعالمية
باليأس والاستسلام..
يأتي الأب العظيم لشعبه سلمان الحزم
أيماناً منه بالله الذي بيدة كل شئ
يعتلي منابر القنوات العربية والإسلامية
فيقول وبكل اطمئنان ( إن بلادكم المملكة العربية السعودية،
مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية
لمواجهة هذه الجائحة،
والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى،
ثم بما لديها من إمكانات،
في طليعتها عزيمتكم القوية
في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب.))
وكان الشعب ينتظر سماع كلمته المطمئنة
فمنهم من قام وصلى وشكر الله في السراء والضراء
وهذا هو الايمان بالقدر.
ومنهم من أمسك بريشته وكتب مشاعرة
والدموع تنسكب من عيناه
وقد أيقن أن هناك شيئاً خفياً يخفية هذا الوباء.
ومنهم من اعلنها بقوة أن هذا غضب من الجبار
وأن سببها الذنوب والمعاصي التي وقعت في الأرض.
ويريد الله أن تعود الأمه لسابق عهدها من الالتزام .
وبين إيمان قائد. ودعاء مسلم . ودموع خائف
وإعتراف بالذنوب.
يأتي البيان السامي وتصدر اللوائح
بإن هذا الوباء قاتل ولم يتمكن أحد من السيطرة عليه.
وأن الموت واقعٌ لا محالة …..
والناس ترتقب تلك الأخبار المؤلمة بقلوب وجله.
يأتي الخيار الأخر
إن سلامة الأرواح مطلب ومن يرغب في البقاء
في هذه الدنيا الفانية.
ومن يخاف على زينة الحياة الدنيا من المال والولد.
بالحظر من التجول والبقاء في المنازل
وتُغلق ابواب المساجد وتُعلّق الخُطب.
ويُفارق الإبن أباه.
ويبتعد الأحبة عن بعضهم .
ويتوقف الإقتصاد .ويضعف العمل. وتزداد الحاجة ..
وتجتمع الأسرة في المنزل الذي كادوا لايجتمعون فيه
الا على وجبة غداء أو عشاء.
منهم من عاش عيشة السعداء
ومنهم من عاش عيشة ضنكا .
تحركت المنشئات الحكومية .
لتحمي المواطن من الوباء.
كافحت وضحت بنفسها
وكانت هي المتضرر الأول للدفاع عن أبناء الوطن
والمقيمين على أرضها.
أيقن كل من يعيش على هذه الكرة الأرضية
أن هناك دولة عظيمة أعزها الله بالإسلام
وحفظها الله بالحرمين الشريفين ..
لاتمتلك شيئاً يواجه ذلك الوباء حين وقوعه ع الارض
ولكنها تمتلك إيماناً بالقضاء والقدر.
لديها قوة خارقة في إستدراك الأمور
ووضع الخطط السليمة في الاتجاه الصحيح
فهي الان في معركة اما الموت او السلام.
أُسست الدولة على التوحيد وجاهد حُكامها في زرع العقيدة
وغرس المبادئ الإسلامية.
ويكفيها شرفاً أن ملوكها خادمين للحرمين .
ويكفيشعبها أنهم معينين لملوكها.
وبيت الله ومسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم ملجأ لكل تائب
وماؤها طعام لكل سقيم وعليل.
ومكاتبها تُصدّر كتاب الله تعالى في سبيل الله.
وموظفيها في خدمة القوي والعاجز والغني والفقير
والصحيح والمُعتل ..
أستمر الوباء فترة ليست طويله.
توقفت جميع الجهات الحكومية.
ولم يتبقى في ساحة الهجوم الا رجال الأمن
لحماية المتجولين والمخالفين
ووزارة الصحة للحفاظ على سلامة أرواح المصابين.
وقد خالطوا المرضى وهم يعلمون أن هناك وباء قاتل
وحُق لهم اليوم أن يقفوا بشجاعة حازمة
مع حُكام هذه الدولة الأبية
ويدخل على الأمة الإسلامية شهر رمضان العظيم
ويزداد الحزن في قلوب المسلمين.
لعدم مقدرتهم للخروج للمساجد
وقد أُعلن في كل أذان صلوا في رحالكم.
كلمة تهز الوجدان هزاً ويزداد القلب ألما
ويكثر العتاب داخل كل نفس زكية
ماهو الذنب الذي من أجله حُرمنا هذا الفضل العظيم ..
حتى أصبحت جميع البيوت مساجداً.
وكلّ الرجال أئمة .
لقد مرت الأمة في محنة عظيمه
وقد كانت إمتحان من الله لصدق قلوبهم ..
وخرج مكنون القلوب. وصدق المشاعر.
وتلمس حاجات المجتمع. تعاون الصالحون.
ووقفوا وقفة رجل واحد
معينين لدولتهم العظيمه. فقد كانوا بالامس يتنعمون
ويسهرون. أمنين بأمنها أكلين من خيرها
يمشون ويمرحون فوق ارضها مُستظلين تحت سمائها ..
واليوم حان رد جميلها
..
حينما نشاهد الارض وهي خالية من البشر
منظر تقشعر منه الأبدان وتتسائل الأذهان
من الذي أوقف البشر عن الحركة
من الذي منع الناس عن الخروج لطلبالرزق.
وحين نستشعر ذلك السكون الذي حل في الارض
و كأن الأرض تريد أن ترتاح من الضجيج الذي حل بها
تريد أن تتطهر من ذنوب البشر
فقد توقفت المقاهي .. وأغلقت مقرات الحفلات الطربية ..
وتقييد الناس عن الاختلاط والسفور
فحُق لها أن ترتاح فقد كانت تحمل ع ظهرها
هفواتٌ بشرية لايغفرها الا الله..
ومر الناس مابين عشيةً وضحاها يترقبون الفرج من الله تعالى.
وينقضي نصف رمضان والناس لازالو في مساكنهم
ويزداد الناس إيماناً وصلاحاً وقُربةً من الله.
عاشت الأسر على هذا الوضع
حتى بدأ الاستقرار يملأ الانفس
وترتبط الأسرة مع بعظها إرتباط وثيق يسوده المحبة
فكانت أوقاتهم صلاة وعبادة وقراءة قرآن
وفي أوقات الفراغ يُدير اللقاءاحد الوالدين
او أحد الابناء بذكرقصص من حياة الرسول.
ومن كتب الصحابة والصالحين. …
…
وعندما يرفع الله البلاء بإذن الله سأكمل القصة
ليكون لدي شعور ايماني وفرحة بالغة عند وصف
سماع المؤذن وهو يقول حي على الصلاة
حي على الفلاح. 😭
بقلم الكاتبة : أ.شريفه زيدان الزهراني