مكة المكرمة -فضه الحازمي
عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع المصرية صدرت مجموعة قصصية( مارية وربع من الدائرة ) من جنس القصة القصيرة جداً للقاص السعودي حسن علي البطران ، المحموعة تقع في ( ٩٦ ) صفحة من القطع المتوسط وتتضمن من عشر حزم إبداعية زائد حزمة أخرى بالاضافة إلى استهلال وإهداء وخاتمة وهي عبارة عن استعراض لإصدارات الكاتب .. تحتوي المحموعة على إحدى عشر حزمة وكل حزمة تتضمن محموعة من القصص القصيرة جداً يربط بينها خيط رفيع لا يتضح من أول رؤية حيث حاول القاص البطران أن يكون هذا الخيط خفي ودقيق جداً لإعطاء قراءة مشتركة للنصوص وقد يكتشفه المتلقي ، كلٌ حسب إمكانياته النقدية أو ما يملكه من مخزون إبداعي وثقافي .. قدم البطران في هذه المحموعة وهي الاصدار العاشر له قصصاً ابتكر فيها عدة آليات في التكنيك والتجريب في جنس القصة القصيرة حداً وتناول فيها عدة موضوعات ورؤى تنم عن ثقافة الكاتب ومجتمعه العربي وإن أختلفت بعض الأمور البسيطة لان في وجهة نظر الكاتب ان المجتمع العربي هو شعباً واحداً في ظل الانفتاح التكنولوجي ووسائله المتعددة فهو كتلة واحده .. يتميز البطران بإسلوب يميل إلى البساطة ( السهل الممتنع ) في الطرح لكنه في نفس الوقت به مفارقة ورمزية عميقة فهو يتناول المفردة غير القاموسية ويصنع منها دلالات رمزية بعيدة العمق ومتعددة الظلال ؛ قصص هذه المجموعة قد لا تختلف عن بقية نصوص مجموعاته الاخرى لكن حاول فيها اللعب بالمفارقة والقفلة ؛ بآلية مغايرة ، والمتتبع لإبداع القاص البطران في جنس القصة القصيرة جداً يجد أنه ينتمي إلى مدرسة خاصة هي مدرسته فله أسلوبه الخاص في كتابة القصة القصيرة جداً ، قد يتفق معه ويختلف معه ، لكنه عُرف باسلوبه والذي وسمه كثيرٌ من النقاد بالمميز وقد دخلت نصوصه في دراسات اكاديمية كثيرة وضمت مناهج التعليم في المملكة العربية السعوية اسمه كونه كاتب قصة قصيرة جداً .. وجاء في استهلال المحموعة آية من سورة يوسف تشكل بعداً قصصياً وكذلك الاهداء الذي كُتب بلغة شعرية وبإسلوب رمزي ومفارقة في قالب إبداعي جميل ..
قصص المحموعة ورغم مساحتها وتكثيفها إلا ان عنصري الإدهاش والتشويق لم تخلو منهما فنصوصها تشكل سلة من الفاكهة الناضجة والمتعددة الألوان والأشكال وكذلك المذاق .