صالح القباص – جدة
أكد عدد من الأكاديميين والخبراء في قطاع الضيافة بأن أكثر من 90% من فنادق مكة المكرمة تعتمد على العمرة والحج، مشيرين إلى أن التوقعات والدراسات الحديثة تشير إلى عودة القطاع تحتاج لعدة سنوات، وأن العودة الحقيقة لنشاطه وذروته قد تكون في العام 2025.
جاء ذلك خلال أمسية “صناعة الضيافة وتحديات كوفيد 19” التي أقامها ونظمها مركز هبوب للتدريب عبر الاتصال المرئي “zoom” مساء يوم الثلاثاء، وأدارها سعادة الأستاذ مروان الجهني نائب رئيس قسم السياحة والضيافة بالكلية التقنية بمكة.
*البقاء للأفضل..*
وكشف الدكتور علي الألمعي وكيل كلية المجتمع بجامعة جازان والأستاذ المساعد في السياحة والضيافة مدير مكتب حول العالم للاستشارات خلال الأمسية، بأن القطاع سوف يشهد بقاء الأقوى والأفضل ولن يبقى في المجال إلا من يستحق أن يكون فيه، وأن الأزمة الحالية التي يشهدها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″ تعادل تسعة أضعاف أزمة الحادي عشر من سبتمبر، مهددة 50 مليون وظيفة في قطاع السياحة.
*ولاء العميل..*
وبين الدكتور الألمعي، بأن الرهان سوف يكون في الفترة القادمة على ولاء العملاء وهو ما سيحدد من يستطيع الاستمرار في قطاع الضيافة، من جهته أكد الاستاذ عبدالعزيز العماري نائب المدير العام، مدير الموارد البشرية في فندق مكة رافلز أن الدخلاء على مجال السياحة سيغادرون، مشدداً على أهمية تغير مستوى اختيار الخدمة مع تغير سلوك المستهلك خلال هذه الفترة القادمة.
*وعي عالي..*
وكشف الأستاذ وليد سيلان مدير فندق ايلاف المشاعر في مكة المكرمة ، أنه ومنذ بدء الأزمة عملت الفنادق على إنشاء مجموعة من العاملين من مختلف الإدارات لإدارة الأزمة وشكلت العديد من اللجان العملية وعقدت العديد من اللقاءات لزيادة التركيز على الجوانب التطويرية للعاملين خلال فترة الحظر مما خلق وعي عالي لدى العاملين في القطاع.
*ضبط الأسعار..*
من جهته أوضح الدكتور علي القاسم عضو هيئة التدريس في قسم السياحة والضيافة في جامعة أم القرى، بأن المبادرات الحكومية المختلفة سوف تقلل الاثر، ولكن سيظل العميل هو المصدر الاساسي في قطاع الضيافة، مشدداً على أهمية إشعار العميل بجميع الإجراءات التي اتخذها الفندق لأجل سلامته من خلال التسويق الالكتروني الجيد، إضافة إلى ضبط الأسعار والخدمات هي المحرك الاساسي لمجال الضيافة وإلا ستذهب للكساد.
*العودة 2025..*
وكشف الدكتور الألمعي بأن الدراسات الحديثة تشير إلى أن عودة القطاع لن تكون قبل 2025 ولكن السؤال هل بالإمكان استخدام أدوات تسرع العودة أو تقلل من هذه الفترة، لهذا تم اقتراح خطة عمل من أربع سيناريوهات داخل المجموعة لمعالجة التأثيرات التي تسببت بها الجائحة.
فيما توقع الدكتور القاسم أنه لن تكون عودة القطاع قبل عامين مبيناً أنه لا يمكن التنبؤ بفترة العودة،
*العمرة والحج..*
وشدد سيلان، بأن أكثر من 90% من فنادق مكة المكرمة تعتمد على موسمي العمرة والحج وإذا توقفت توقف القطاع، مبيناً أن سرعة اتخاذ القرار داخل الفندق في حال حدوث أزمات تختلف باختلاف طبيعة نوع إدارة الفندق هل هي محلية أو سلاسل عالمية.
*التفاؤل بالعودة..*
من جهته دعي عبدالعزيز العماري إلى التفائل بعودة القطاع، حيث أن الرجوع والتفاؤل في مجال السياحة هو شعار قطاع الضيافة حيث يمرض القطاع ولا يموت، موكداً أن القطاع سيعود بمشيئة الله باحترافية عالية.
وحول أهمية القرارات المتخذة خلال الفترة الحالية أكد العماري، بأن الإجراءات هي إجراءات اقتصادية بحته لا تتدخل بها العواطف، وأنها ضرورة ملحة لاستمرار العمل في هذا القطاع الذي يعد من أكثر القطاعات المتأثرة بجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد، معلقاً بقوله ” لا بد من التدخل الجراحي عند استهلاك جميع الطرق مع الموظفين” مبيناً أن التعليمات والاجراءات التي ستتبع خلال فترة العودة متاحه للجميع ولكن السؤال المهم في هذه المرحلة من سيطبق التعليمات بالشكل الصحيح داخل بيئة العمل.
*خسارة لا تعوض..*
وأكد الاستاذ فوزي الغامدي مدير الموارد البشرية في فندق وأبراج شركة مكة الفندقية، بأن المسؤولين في هذا القطاع أصبحت لديهم قناعة أن خسارة القطاع لموسمي العمرة والحج لهذا العام لن يتم تعويضها بشكل سريع مع الأمل بتحسن القطاع خلال الفترة القادمة، مبيناً أن عدم وجود عمل يسبب نوع من أنواع الاكتئاب للعاملين، وهو ما قامت به العديد من الفنادق باستغلال الوقت في تقديم برامج تدريبية بمختلف اللغات ولكل العاملين.
*التوطين أحد الحلول..*
من جانبه أكد الدكتور علي الألمعي بأن توطين وظائف القطاع أحد الحلول المطروحة لإنقاذ القطاع، مؤكداً بأن نسبة المقيمين في الفنادق مازال يصل بل ويتجاوز نسبة 80 %، وأنه يجب إعادة التفكير وبناء الاستراتيجيات داخل المجموعات الفندقية وسيكون العمل الان على الادارة الاستراتيجية.
فيما تسائل العماري حول من سيدفع تكاليف التوطين ليس في قطاع الضيافة فقط بل في جميع الانشطة الاقتصادية، فيما طالب الأستاذ وليد سيلان كليات السياحة والفندقة بإعداد طلابها وتهيئتهم للعمل في أي قسم داخل الفنادق والتركيز على التدريب بنظام فندقي وبمعايير عالية.