الكاتبة / عُلا الشيمي .
نوف بنت عبدالرحمن العبدالله، خريجة جامعة الملك سعود، مُقعدة منذ بدايات المرحلة المتوسطة، لكنها صاحبة همة عالية وإرادة قوية وعزيمة تقهر المستحيل، واجهت العديد من العقبات والتحديات، وكان محيطها الأسري خير داعم ومساند لها بعد فضل الله وتوفيقه، أصدرت كتاباً أشبه ما يكون بالسيرة الذاتية عنوانه «فارسة الكرسي»، اختصرت فيه قصة معاناتها، ومسيرتها التعليمية بدءاً بالمرحلة الابتدائية وصولاً للمرحلة الجامعية، ورغم الإصابة ورغم الألم ورغم خذلان البعض، فإن نبرة الرضا والتفاؤل والإيجابية وعلو الهمة تصبغ صفحات الكتاب، وتعطي انطباعاً عن «إنسانة» مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره، صاحبة نفس كبيرة وقلب صافٍ وهمة عالية وعزيمة لا تلين.
بالصدفة البحتة لفت نظري حساب بطلتي نوف العبد الله ، تصفحت كتاباتها وعباراتها الإيجابية والمفعمة بالكم الهائل من العبارات التحفيزية المليئة بالرضى التام على ما كتبه الله.
كان هدفها التركيز على تجاهل الجوانب المظلمة في الحياة والاستمتاع بالجوانب المضيئة حتى لو كانت المساحة صغيرة، تعزيز وتقوية الإيمان بالقضاء والقدر والتوكل على الله واستشعار لطفه بعبادة على أي حال، وحسن الظن به، إضافة لاستشعار النعم التي يرفل بها الإنسان وشكرها بالقول والعمل، والجد والمثابرة والإقدام والنفع.
نوف العبدالله، فارسة القلم وفارسة الكرسي، كُل حروفي تشعر بالتقزيم أمام الكم الهائل الذي تحملينه من الإيجابيات والرضى ، ماذا تركتِ لنا يا نوف؟
((تجربتي لم تكن إلا بصمة وأثراً للبقاء لي في حياتي وبعد مماتي.))
هذا ما قالته فارسة الكرسي نوف العبد الله.
كما وجهت رسالة هامة جداً عبر مقالة كتبت عنها، تمنياتي أن يلقى الضوء الكافي عليها .
رسالتي لمحيطي الاجتماعي: لا تكن همتك بجسدك فتضعف، ولتكن همتك بقلبك حتى لو كان جسدك منهكًا بالابتلاءات وأمامك عقبات، فلا تيأس ولا تحزن وامض في همة حتى القمة.
رسالتي لمحيطي الأكاديمي:
لا تضعوا الصعوبات والعقبات في طريق ذوي الإعاقة، لا تنظروا إليهم نظرة احتقار وازدراء ورفض، لا تمنعوهم حقهم الأكاديمي، بهمتي أعلوا لا بجسدي.
تعلمتُ منكِ درساً لن أنساه طيلة حياتي، أن الرضى، والإرادة، والعزيمة، وقوة القلب هي الركائز الأساسية لتحقيق أهدافنا، وأحلامنا.