( محمد جابربقار مدخلي)
لغتي ملكتِ زِمَامَ كُلِّ بيان
ونثرتِ درًا في حمى الشطآنِ
وشدوتِ في الآفاق لحنًا عازفًا
فهمى بلحنكِ مغرمُ الأشجان
لغةُ السماء وبالجنان حروفها
غُرستْ بفضل الذكر والإحسان
فتمايلتْ كلُّ الفروع لتحتسي
عَذْبَ الكؤوس بخمرة الأغصان
سِحْرُ الجمال.. حروفُهُ رقراقةٌ
ما أعجزتُهُ دلائلُ التبيان
لم تنحنِ يومًا لصفعةِ مارقٍ
بل قد شمختِ على مدى الأزمان
مُذْ قال ( اقرأ) للنبي تشبثت
كلُّ الدنى بالهديْ والإذعان
إرثٌ تناقلَه الغيورُ لدينهِ
من تالدِ الأعراب والطوفان
واليومَ يا( لغتي) يئنُ للحننا
شمُّ الجبال ومنبعُ الوديان
ونطوفُ حولكِ عَلَّنا نرقى إلى
قُحِّ العروبةِ مرتعِ الأوطان
لكنَّ حبلَ الوصلِ أمسى هارئًا
بيد البراءة منطوٍ بلسان
آهٍ من الغربِ الدخيلِ تفننوا
في خبثِهم حتى أُصيب كياني
قد أشغلوا كل القلوب بعالمي
فَرموا طباقَ الضاد بالقيعان
هم قَزَمُّوا لغة القلوب لأنهم
لم يبلغوها فارتموا بهوان
ونفوسُ عِلْجٍ قد أسَرَّتْ في الدنى
أن البلاغةَ في حمى القرآن
أفٍ لنا إن لم نزمجرْ في الفضا
ونُذيبُ حِقْدَ الحاسد الفتان
لغتي عَشِقْتُ حروفَ نبضِك حينما
مازجْتُها بالروحِ والإيمان
