أهــــدَى إليَّ رسالــــةً وَمَعــــــانـي
بالشَّــــوقِ مُفعَمَـــةً وبِالخَفَقَــــــانِ
فيها الحَنينُ يَقـــــولُ هذي أَدمُعي
رَحَلَتْ إليـــكِ على جنــــاحِ زَماني
فَمَنَحتُـهُ عَينـــايَ أَجمَـــلَ مَوطِــنٍ
عنـــدي، وقلتُ اهنَـأْ على أَجـفانِي
وارسِلْ شُعاعَكَ من خِلالِ نواظري
فَأَنا بِدونِــــكَ في الـظـــلامِ أُعاني
وانبُضْ بِقَلبي فالوَريــــدُ أَبَى دَمي
بهــواكَ أمسَى النبضَ في وِجداني
يا باعِثَ الأحـــــلامِ من غَفَــــوَاتِها
أسقِيكَ كَـأسـاً من معيـــنِ حَنــاني
وَأَقِيكَ مِنْ حَــرِّ الشُّموسِ بِدَوحَتي
ومنَ الشتــــاءِ بضمَّـــةِ الأحضــانِ
فإذا ظمئتَ فدمـــعُ عيني منهــــلٌ
عـــذبٌ تَرَقــرَقَ من سحابِ كياني
وإذا بمَسغَبَــــــــةٍ بُلِيتَ فَـهَـهُنـــا
ثمَـــرُ المحبـــةِ من قطـوفِ جِنَاني
يا سيــدي رفقــــاً فَجِسمي ناحــلٌ
والقَلبُ من فَـــرطِ النَّـوَى أضنـاني
والمَــوتُ حَوليَ والرَّحيـــلُ يَزَفُّني
كَعَروسَــةٍ في حضـــرةِ الشَّيطــانِ
ترنُــو المنايــا في ثيــــابِ زفافِهــا
بِيضَـاً تُمَـاثِـــلُ هيئَــــةَ الأكفـــــانِ
من أَجــلِ حُبِّكَ قد تضـاءَلَ هَيكِلي
وغــــدا كرَســـــمٍ باهتِ الألـــــوانِ
ودمــــــوعُ عيني إنْ بكيت تَحَسُّرَاً
سَقَتِ الفــــؤادَ مــــرارةَ الخـــذلانِ
لا الصَّبــرُ في طولِ انتظارِكَ فادَني
كَلَّا ولا كُثــــــرُ البُكــــاءِ شَفَـــــاني
شموخ الهرملي
