شعر وخواطر

رحمة الموت

قوافل البعد قد شُدّت بمن سكنوا
قلب المحب فهلا زرت يا كفنُ

إن الرحيل عذاب لست أصبره
نحول جسم وجفن عافها الوسنُ

ياليت من جُعلت في القلب روضتها
رقّت لصبٍ علاه الهمُ والوهنُ

ولا أراها وهذا الحب قد قنعتْ
ولم يرقْ مننا سرٌ ولا علنُ

تبلى الانام بأمراض تطببها
كذا القلـوب ببعض العشق تمتحنُ

فإنْ شكت حبـها ليلا وآلمها
لحافها الدمع والاوهام والحزنُ

تقضي الظنون عليها كل ثانية
لا النوم ينفعها منها ولا الهدنُ

ياليل هل من صباح منك أرقبه
أم أنت ياليل فيك الغم و المحنُ

وهل بعيدك نور لي فيفرحني
يضيء أمالنا قرباً ويحتضنُ

أو لا فدعني فإني قد رضيت بها
أحيا لها وطناً يحـلو به الزمنْ

أو رحمة الموت تدركني وقد بعدت
لعل في الموت ما يرضى به البدنُ

قلب المحب إذا خابت امانيه
الموت راحته والنائحُ الدمنُ

والحب إن لم يكن وصلُ يلائمه
يموت قهراً وجفّ الضرع واللبنُ

___________________________
موسى علي صنبع – ١٤٤٢/١١/٨ هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى