مقالات مجد الوطن

آية و فنار (خصاصة وإيثار)

 

في الآية التاسعة من سورة الحشر يقول تعالى(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (9).
يقول تعالى ذكره: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ ) يقول: اتخذوا المدينة مدينة الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فابتنوها منازل، ويقصد بهم الأنصار الذين سكنوا المدينة من قبل المهاجرين،
فنزل قول الله مادحا للأنصار ، ومبينا فضلهم ، وشرفهم ، وكرمهم ، وعدم حسدهم ، وإيثارهم مع الحاجة ، فهم سكنوا دار الهجرة من قبل وآمنوا قبل كثير منهم .
قال عمر : وأوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ، ويحفظ لهم كرامتهم . وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل ، أن يقبل من محسنهم ، وأن يعفو عن مسيئهم .
من كرمهم وشرف أنفسهم ، يحبون المهاجرين ويواسونهم بأموالهم .
قال الإمام أحمد : قال المهاجرون : يا رسول الله ، ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل ، ولا أحسن بذلا في كثير ، لقد كفونا المؤنة ، وأشركونا في المهنإ ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله ! قال : ” لا ما أثنيتم عليهم ودعوتم الله لهم ” .
وليس في قلوبهم حسدا للمهاجرين و يؤثرونهم على أنفسهم
و لو كان بهم فقر وفاقة، ومن يتغلب على البخل و الشح و حب المال و الذات فقد أفلح .
عن أنس بن مالك ، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” بريء من الشح من أدى الزكاة ، وقرى الضيف ، وأعطى في النائبة ” .
الثمار التربوية؛ :
* من كرم النفس وتمام كمالها إكرام الضيف و إعانة الناس، وتقديم الصدقة و المعونة و خاصة لمن يحتاجها و إن كان ذلك من صميم احتياجاتك فذاك هو المحك.
*والايثار يتأتى من إنكار الذات و حب الآخرين وعليه فالإنسان قادر أن يمرن نفسه لاكتساب تلك الصفة و تخليص ذاته من الأنانية و الذاتية المفرطة و السعادة الحقة في العطاء لا في الأخذ.
* قم بشكر من بذل لك معروفا و اثني عليه بين الناس، و ادع له فهذا من تمام الشكر و رد الجميل.
نسأل الله نفوسا كريمة طيبة.
د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى