شعر وخواطر

خمسُ وخمسون

خمسُ وخمسون عامًا كلها ذهبت
ووجهُ فاتنتي مرآة أقمار

خمسٌ وخمسون والأحلامُ باسقةٌ
كأنها نخلةٌ شاختْ بأسواري

عاثت بقلبي ولم أهنأْ برفقتِها
كأنني بتُّ مصلوبا بأغوارِ

كانت سلافةَ روحي، همسَ قافيتي
واليوم رؤيتها كالعاصفِ الناري

هذا جزاءُ وفائي ليتها صدقتْ
بوعدِها والتقينا مثل إعصارِ

يا ليتها حملتني فوق أعينها
ضوءًا نسافر مثل الكوكب السّاري

سكبتُها في شفاهِ الريحِ أغنيةً
يشدو بها كلُّ ملتاع وسمّارِ

صببْتُها في ضلوعي خمر خابيةٍ
ماجتْ بسكرتِها روحي كأنهارِ

نقشتها في الحنايا غصنَ أمنيةٍ
صلبتُها في جبيني رمزَ تذكارِ

مزجتُها في دماء الحبِّ ملحمةٌ
فاضتْ بعطر شذاها كلُّ أشعاري

كنت المسافر فيها رقّةً وهوى
يهيمُ في وجنتيها عزفُ أوتاري

كانت أحاديثَ قلبي كلُّ سلوتِه
واليومَ أمضي وحيدًا أصطلي ناري

رفقًا بقلبي فقد جفّتْ مواردُه
يا موقدَ النار في أعماقِ أسراري

ودعتها وفؤادي كلُّه حرقٌ
لا بارك الله في توديعها داري

لا بارك الله في الدنيا أعيشُ بها
إن لم يكن لحبيبي قطفُ ازهاري

إن لم يكن لحبيبي عزفُ أغنيتي
إن لم يكن لحبيبي نزفُ أقداري

علي الصميلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى