مقالات مجد الوطن

{{ البوصلة }}

 

البوصلة.
إنما الحب بقايا من أرق
إنما العشق كما طيف ألق

قصةُ البيتِ القديم
وملاعبنا
وكرسي أو أريكة
كوب شاي
وزاويا
وستارة
وبراويز مرايا
وتصاوير هدايا
وسجايا
كلها عشق وصدق
سكرتي فيك وفيض من أماني
نبضُ قلبي وصداها وافتناني
بعضُ ذكراكِ وأحلى أغنياتي
رقةُ الحبِ وحلمي في حياتي
ضاعَ مني ذاتَ يوم
حينما قسراً أضعتُ البوصلة
حينما كنا وكان
وتفاصيل المكان
والزمان
والفضية
والهدية
والتلال
والشواطئ والحقول
يومها أين العقول؟!
أين تلك البوصلة؟!

في زوايا منزلي
ذاك العتيق
حيثما حبي القديم
والزخارف
وبقايا قهوتي
أو بسمتي
وشظايا من امل
والشباب الغر
والحلم الجفول
والعقول حينها أين العقول؟!
ورياحي أنها حقًا رياحي
غيرَ أني ذاتَ يوم كنتُ
في غيرِ صوابي
وفقدتُ البوصلة

فتمايلتُ كما مالَ الظلام
تهتَ عشقًا في الغرام
وفقدتُ البوصلة

ومضينا في مسافاتِ السراب
وبكينا حينما طالَ الغياب
وتيقنا بأن المسألة
والمشكلة
والمعضلة
في البوصلة

عد بنا
وأسرع إلى البيتِ القديم
والزوايا والهشيم
والجدار الحجري
المنحوت في صخرِ الزمان
وبقايا جهوتي فوقَ العنان

ومفاتيحي
وأشياء كثيرة
وخيالاتي المثيرة

والسكب والشيح من خلف العمارة
وهطولٍ في هطولٍ في غزارة
والمحارة
هل تذكري تلك المحارة؟!
والحديقة
والحقيقة
إنني قسرًا أضعتُ البوصلة…

د/علي بن مفرح الشعواني
١٤٣٣/٣/١٠. جازان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى