أخبار الرياضة

أحمد البهكلي … الإدارة والأدب والحقوق واللباقة

 

محمد الرياني

عرفتُ الأديبَ والشاعرَ واللغويَّ والمديرَ أحمدَ بن يحيى البهكلي قبلَ ثلاثةِ عقودٍ عندما قدمَّ لي ولزملائي في قسمِ اللغةِ العربيةِ بكليةِ إعدادِ المعلمين بجازان محاضراتٍ لاتنسى في مادَّةِ فقهِ اللغةِ وهو في الوقتِ نفسِه عميدًا لكليةٍ عملاقةٍ جمعتْ طلابًا ودارسين تقاطروا لينهلوا من عذبِ معينها، ثم ازدادتْ وتوطدتْ العلاقةُ معه في الفترةِ الذهبيةِ لنادي جازان الأدبي ابتداءً من عام ١٤١٦ للهجرة تلك الفترة التي كان فيها نائبًا لرئيس النادي الأستاذ الشاعر والقاص حجاب بن يحيى الحازمي فكانَ المشجعَ والموجهَ للمبدعين، بل إن النادي في عهدِهما فتحَ الآفاقَ للطلابِ الموهوبين أدبيًّا بمنطقةِ جازان لاعتلاءِ منصَّاتِ النادي لإبرازِ مواهبِهم بحضورِ المثقفين الجالسين بقاعةِ النادي ، وعلاوةً على ذلك فإنَّ اللقاءَ النصفَ شهري الذي وُسِمَ بالاثنينيةِ بلغَ ذروةَ المجدِ في تلك الحقبةِ وانطلقَ منه كثيرٌ من الشعراءِ والكتاب ، وإلى جانبِ تاريخِ البهكلي الأدبيِّ المشرقِ كان أيضًا حكيمَ الاجتماعاتِ وصاحبَ الرأيِ المسدَّدِ فيها عندما يُحتاجُ لكلمةِ الفصل؛ فقد شاهدتُه فترةَ تكليفِه نائبًا لأمينِ عام جائزةِ الأمير محمد بن ناصر للتفوقِ قبل أن تكونَ جائزةَ جازان وهو يطرحُ الرأيَ للارتقاءِ بالجائزةِ ومكانتِها وليكونَ رأيُه عنوانًا من العناوينِ الجميلة للجائزة ، وإلى جانبِ هذا فقد أمضى عامًا رائعًا مديرًا عامًّا لتعليمِ البناتِ تركَ فيه لتعليمِ البناتِ تاريخاً إداريًّا لايُنسى بفضلِ الحزمِ والعدلِ وحُسنِ التصرُّفِ في إدارةِ التعليم ، وعلى مستوى حُقوقِ الإنسانِ كان نِعمَ المعاونَ والمساعدَ للذين وَقَعوا ضحيةً للعنفِ الأسريِّ والظروفِ الصعبةِ فبذلَ بفضلِ حنكتِه وقبولِه لدى المجتمعِ وأصحابِ القرارِ جهودًا كبيرةً حتى أضحى عُرَّابَ هذا المجالِ ومرجعًا للرأيِ والمشورةِ والإنصاف ، والحديثُ عن فقيدِنا أحمدِ البهكلي يدفعُ للحديثِ عن الإنسانِ الذي يأسرُ بحديثِه الماتعِ شاعرًا ومتحدثًا جَمعَ الخصالَ الحميدةَ التي يتحلى مُحاوِرًا ومُحَاوَرًا لما له من شخصيةٍ متفردةٍ في الاستحواذِ على مَجامِعِ الحديث، ولعلَّ آخرَ لقاءٍ جمعني به كان قبلَ بضعةِ أشهرٍ في زيارةٍ قمتُ بها لمنزله مُسلِّمًا له عملًا أدبيًّا مطبوعًا من صديقِه رائدِ الحركةِ الثقافيةِ وراصدِها الأستاذ خالد اليوسف واكبَ هذه الزيارةَ قدومُ أربعةٍ من طلابِه بالمعهدِ العلمي بالرياضِ قبلَ أربعةِ عقودٍ جاءوا لزيارتِه واسترجاعِ تلك الذكرياتِ معه عندما كان معلمًا لهم ، ولاشكَّ أن رحيلَ أستاذِنا وأديبِنا الأستاذ أحمد البهكلي عن دنيانا الفانيةِ يعدُّ رحيلًا لأحدِ رموزِ الوطنِ المخلصين إذ نثرَ ونشرَ شعرَه ورأيَه في المحافلِ الرسميةِ والوطنيةِ بكلِّ قوةٍ وجزالةٍ ووضوحٍ منافحًا عن الدِّينِ واللغةِ وعن الوطنِ وقيادته، يرحمُ اللهُ فقيدَ الوطنِ وجازانَ وفقيدَنا جميعًا الأستاذَ أحمدَ بن يحيى البهكلي رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى