مقالات مجد الوطن

(( التعصب الرياضي ))

 

بقلم : محمد سالم العمار

ازدادت حالة التعصب الرياضي في السعودية على طريقة حرائق الغابات التي تتسع حجمها في لحظات قليلة على الرغم من وجود المنافسة الرياضية في كل دول العالم إلا إننا نلاحظ ازدياد حالة التعصب في السعودية ومصر تحديدا نظرا لاستقطاب المفهوم المصري في ادارة الرياضه وتطبيقه بالسعودية .
فالمتابع للرياضة يتسأل لماذا الهلال في السعوديه والأهلي في مصر ثابتين طوال عقود في تحقيق البطولات حتى بأسهل الطرق واقل مجهود وعمل وتكلفه عكس بقية اندية العالم بما فيها الاوربية
من وجهة نظري اهم اسباب التعصب الرياضي و ما الذي أدى إلى تضخمه واوصله لما هو عليه اليوم
1- الإعلام
أدى انتشار البرامج الرياضه بالقنوات الخاصة الذي يبحث عن الربح و الإثارة إلى تغير تدريجي في صورة الإعلامي من محايد ملتزم يمثل قدوة لدى الجماهير في عدم التعصب إلى مشجع متطرف يعبث بمشاعر الجمهور و يستفزهم بانتماءه الواضح إلى نادي بعينه و بحثه عن كل ما هو مثير و فاضح و أحياناً مفتعل و غير حقيقي من أجل جذب المزيد من المشاهدين
فإذا نجحت حملة التسخين و الإثارة التي يقوم بها و اندلعت المعارك الكلامية أو التصادمية بين الجماهير ظهر في ثوب الواعظ يتحدث عن التعصب و الأخلاق الرياضية (خفف تعصبك) التي يجب أن يتحلى بها الجمهور, و أن الرياضة ما هي إلا منافسة شريفة بين الأندية و المنتخبات..! فكيف تقبل الجماهير النصيحة من مشجع متعصب أكثر منها ؟
2-المسئولين :-
نتيجة لحالة التحالفات واللوبيات و غياب الإحترافية داخل اتحاد القدم أصبحت الرياضة تدار من قبل مجموعة من الهواة المتعصبين الخاضعين لنفوذ النادي المهيمن فغابت العدالة و اصبحت القرارات عشوائية و اللوائح تتبدل حسب مصلحة النادي الذي يشجعه المسئول
و نتيجة لغياب العدالة فإن الظلم يشعل الغضب في نفوس الجماهير مما يسكب مزيداً من البنزين على نيران التعصب
3-الأندية :-
انتهج بعض مسئولي الأندية المنافسه وإعلامهم نهج جديد بالتزلف والانبطاح لإرضاء مسئولي النادي المهيمن حتى يحصلوا على فتات من الامتيازات التي يمنحها لهم مسيري(مشجعين) لجان اتحاد القدم شريطة عدم المساس او التقاطع مع مصلحة النادي المتنفذ..
بينما بعض رؤساء الاندية الاخرى أصبحوا يتقربوا لجماهيرهم بالتصرفات المستفزة للأندية المنافسة كنتيجة طبيعية لمناخ غاب فيه الإحتراف و الإعلام المحايد الذي يهاجم اخطاء المسئولين بعدالة و ليس حسب المصلحة و لون الفانلة التي يشجعها فيتستر على اخطاء اندية بعينها و يضخم اخطاء أندية أخرى .
و لذلك نجد أن حالات التعصب لدينا اقتربت بان تكون مناخ عام وسائد في الوسط الرياضي بينما في اوروبا يعتبرالتعصب حالة فرديه وتم تميزيها مثلا في انجلترا تسمي متعصبيها بالهوليجانز وايطاليا بالالتراس
اخيرا …
التعصب هو الابن الشرعي للفتنة حيث تولدت منها حروباً اهلية من قبل و ليس حالة من العداء الرياضي.

بقلم : محمد سالم العمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى