مقالات مجد الوطن

( زيارة الصلح وسياط اللوم )

 

قادتني زيارة صلح لبيت احد كبار السن.

وموضوعي ليس عن كبر سن الرجل
ولا عن قضية الصلح.

لكن. عن ذلك البيت الجميل الذي عرفته وأنا
مازلت طفلاً الهو..

وما تغير فيه سوى بعض
الكماليات الحديثة.

لكن بقية التفاصيل كما كانت
مذ كنت طفلاً…

لم يشعر بما شعرت به. سرت بي الذكرى
وخاصة أن
الزيارة كانت في ليالي رمضان..

َوكأن الزمن عاد بي.. بل عاد بي فعلاً.

حتى وكأني سأخرج
منه إلى بيوت أناس قد رحلوا.

كان جمال أرواحهم
يجمل تلك البيوت المتواضعة.

وأنا أستعيد كل التفاصيل.

. وأرى الحبل المدود من أحد

بيوت أولئك الرجال الصالحين بعد أن كف بصره.

فكان يوثقه ويسير حتى يدخله للمسجد رغم بعد المسافه..

لاكنها قلوب تعلقت بالمساجد.
وصدق الإجابة. لحديث
أو تسمع النداء بالصلاة .

كانوا
يرحبون وأنا مازلت شارد الفكر قد أبحرت في أعوام خلت.

خرجنا من بيت ذلك الشيخ، طيب القلب سمح المحيا وهو يتوكأ على عصاه
باشاً، بالكاد ينقل خطاه.

وهو لايعلم أن في تلك الليلة قد أعاد لي ذكرى جميلة.

وفيها من الحزن مافيها ومن الذكرى ما لمست أطراف
القلب وكأني بجيرانهم أقبلوا لزيارتهم..

فتلك
كانت عادتهم التواصل وتفقد بعضهم البعض.

يا لذلك البيت الذي مازالت تفاصيله لم تتغير
كيف يأخذك إلى زمن الطيبين..

ويالتلك الوجوه الصُباح.

. تملأ عيونك الدموع

لفقدهم فتدعوا لهم وتذكر محاسنهم وجميل صنيعهم
وجمال جيرتهم.

َربما تسألون هل تم الصلح. هم تصالحوا.

لكن أنا مازلت لم أتصالح مع نفسي وسياط اللوم تجلدني.

كيف مر كل هذا
الزمن وما زرت هذا المسن وغيره.

وكيف لم أحيي عادتا من عادات الأجداد والأباء.

في التواصل وتفقد الآخرين والسؤال عنهم.

أو أن أعمل بحديث إِنَّ أَبرَّ البرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أَبِيهِ.

تلك رسالة ليعيد الإنسان تواصله بكبار السن الذين
رحل عنهم صحبتهم ورفقاء دربهم.

ولم يعد لهم أنيس إلا وحدتهم.

يكتنفهم عبق الماضي وذكريات من كانوا حولهم.

زوروهم وتحدثوا إليهم وأخرجوهم من وحدتهم الموحشة.

فإدخال السرور على قلوبهم قد يكسبكم دعوتا ترونها
تتحقق.
..
ليس شرطا أن يكون قريباً لك.

يكفي أنه عاش في زمن والديك .ومازال يحمل

بعض ريحهم وذكراهم وملامحهم في اللبس

والحديث.

فيعطيك من خبرته

أو يقص عليك بعض ما كان بينهم من شيمة ومعروف وجميل.

لربما نهجنا نهجهم المبارك..

أتفعلون …؟

حسن زيلعي.. البرك.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى